عارض محمد فريد باشا، أحد أبرز قادة الحركة الوطنية المصرية في أوائل القرن العشرين، طلب شركة قناة السويس بمد امتيازها لمدة 40 عاماً أخرى. وقد عارض فريد هذا الطلب لأسباب عدة، منها:
- اعتباره امتياز قناة السويس أصلاً غير شرعي، كونه منح للشركة الفرنسية بموجب اتفاقية دولية لم تكن مصر طرفًا فيها.
- اعتقاده أن مد الامتياز سيؤدي إلى استمرار السيطرة الأجنبية على قناة السويس، وبالتالي على مصر بشكل عام.
- رفضه للشروط التعسفية التي وضعتها الشركة في طلبها، والتي كانت تمنح الشركة الحق في فرض رسوم على السفن العابرة للقناة، حتى لو كانت أرباحها أقل من 50 مليون فرنك فرنسي.
وقد قاد فريد حملة وطنية واسعة النطاق ضد طلب مد الامتياز، وشارك فيها العديد من الشخصيات الوطنية البارزة، مثل سعد زغلول، ومصطفى كامل. وقد نجحت هذه الحملة في حشد الرأي العام المصري ضد المشروع، مما أدى إلى رفضه من قبل مجلس النواب المصري في 12 فبراير 1910.
وقد كانت معارضة محمد فريد في مد امتياز قناة السويس خطوة مهمة في الكفاح الوطني المصري ضد الاحتلال البريطاني. وقد أثبتت هذه المعارضة أن الحركة الوطنية المصرية قادرة على تحدي الاحتلال البريطاني، وحماية مصالح البلاد.
وفيما يلي بعض التفاصيل حول معارضة محمد فريد في مد امتياز قناة السويس:
- بدأ فريد حملة إعلامية ضد المشروع من خلال نشر مقالات في الصحف والمجلات، وعقد الاجتماعات العامة.
- أصدر فريد كتاباً بعنوان "الدفاع عن حقوق مصر في قناة السويس"، فند فيه شروط طلب مد الامتياز، وكشف عن أهدافه الاستعمارية.
- أرسل فريد برقيات إلى الزعماء الوطنيين في أنحاء العالم، طالبهم فيها بالتضامن مع الحركة الوطنية المصرية في كفاحها ضد المشروع.
وقد نجحت حملة محمد فريد في تحقيق هدفها، حيث رفض مجلس النواب المصري طلب مد امتياز قناة السويس بأغلبية ساحقة.