الجواب:
العبارة "الذين يراقبون ربهم بعيدون عن كل معصية" تدل على أن مراقبة الله تعالى هي سبب رئيسي في اجتناب المعاصي. فعندما يشعر العبد بأن الله تعالى يراقبه ويعلم كل ما يفعله، فإنه يشعر بخوف من الله تعالى وخشية من عقابه، مما يدفعه إلى اجتناب المعاصي.
وهذا المعنى يتضح من الآيات القرآنية التي تحث على مراقبة الله تعالى، ومن ذلك قوله تعالى:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾ (الملك: 12).
﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ (الطلاق: 2-3).
وهذا المعنى أيضًا يتضح من الأحاديث النبوية الشريفة، ومن ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله حيي ستير، يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر" (رواه أبو داود).
ومعنى الحديث أن الله تعالى يحب من عباده أن يستتروا في أعمالهم، فلا يفعلوا ما يخشون أن يراهم الله تعالى فيه.
التوضيح:
هناك عدة أسباب تجعل مراقبة الله تعالى سببًا رئيسيًا في اجتناب المعاصي، من أهمها:
- الخوف من الله تعالى: فعندما يشعر العبد بأن الله تعالى يراقبه ويعلم كل ما يفعله، فإنه يشعر بخوف من الله تعالى وخشية من عقابه، مما يدفعه إلى اجتناب المعاصي.
- الخشية من التقصير في حق الله تعالى: فعندما يشعر العبد بأن الله تعالى يراقبه ويعلم كل ما يفعله، فإنه يخشى أن يقصر في حق الله تعالى، مما يدفعه إلى الاجتهاد في طاعة الله تعالى واجتناب معاصيه.
- الشعور بالرضا والسعادة: فعندما يشعر العبد بأنه يعيش في طاعة الله تعالى، فإنه يشعر بالرضا والسعادة والراحة النفسية، مما يدفعه إلى التمسك بطاعاته واجتناب معاصيه.
ولذلك، فإن على المسلم أن يحرص على مراقبة الله تعالى في جميع أحواله، وأن يتذكر دائمًا أن الله تعالى معه يراه ويعلم كل ما يفعله.
