ثنائية الدعوة والصد هي إحدى أهم الثنائية في الإسلام، وهي تشير إلى موقف المسلمين من غير المسلمين. وتتمثل الدعوة في محاولة إقناع غير المسلمين باتباع الدين الإسلامي، أما الصد فهو عدم التعرض لهم أو إيذائهم.
نشأت ثنائية الدعوة والصد في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان النبي يدعو الناس إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، ولم يتعرض لهم بالعنف أو الإكراه. وتبعه المسلمون في ذلك، فكانوا يدعون غير المسلمين إلى الإسلام بالحسنى، ويكفرون عنهم إذا رفضوا.
وقد أكدت نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية على أهمية ثنائية الدعوة والصد، ففي القرآن الكريم يقول الله تعالى:
وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
(الآية 109 من سورة الأنعام)
وجاء في الحديث النبوي الشريف:
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله أمرني أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله"
وتستند ثنائية الدعوة والصد إلى عدة مبادئ، منها:
- احترام حرية الاختيار: يجب على المسلمين احترام حرية الاختيار لدى غير المسلمين، وعدم إجبارهم على اعتناق الإسلام.
- الرحمة والرأفة: يجب على المسلمين أن يعاملوا غير المسلمين بالرفق والرحمة، وأن يسعى إلى هدايتهم بالحسنى.
- العدل والإنصاف: يجب على المسلمين أن يعاملوا غير المسلمين بالعدل والإنصاف، وأن لا يظلموهم أو يعاملوهم بقسوة.
وقد ساهمت ثنائية الدعوة والصد في نشر الإسلام في جميع أنحاء العالم، حيث استطاع المسلمون أن يدعو غير المسلمين إلى الإسلام بالحسنى، وأن يكسبوا احترامهم وتقديرهم.