قسم الإمام عبد الحميد بن باديس طلبة جامع الزيتونة في قسنطينة إلى أربع طبقات حسب مستواهم العلمي، وذلك لضمان جودة التعليم وتحقيق أهدافه التربوية. وكانت هذه الطبقات على النحو التالي:
- الطبقة الأولى: وهي طبقة المبتدئين الذين لم يسبق لهم أن درسوا العلوم الشرعية، وكانوا يتلقون فيها المبادئ الأساسية في اللغة العربية والعلوم الدينية.
- الطبقة الثانية: وهي طبقة المتوسطين الذين سبق لهم أن درسوا العلوم الشرعية في المدارس الابتدائية، وكانوا يتلقون فيها دروساً في الفقه والحديث والتفسير والنحو والصرف.
- الطبقة الثالثة: وهي طبقة المتقدمين الذين سبق لهم أن درسوا العلوم الشرعية في المدارس الثانوية، وكانوا يتلقون فيها دروساً في أصول الفقه والفلسفة وعلم الكلام والتاريخ الإسلامي.
- الطبقة الرابعة: وهي طبقة نخبة الطلبة المتفوقين الذين كانوا يتلقون فيها دروساً في العلوم الشرعية المتقدمة، مثل علم أصول الفقه والتفسير وعلم الكلام والفلسفة.
وقد ساهم هذا التقسيم في تحقيق أهداف ابن باديس التربوية، والتي كانت تتمثل في:
- تعليم الطلبة العلوم الشرعية على أكمل وجه.
- إعداد الطلبة ليكونوا علماء وزعماء قادرين على خدمة دينهم ووطنهم.
- نشر الوعي الديني والثقافي بين أبناء الشعب الجزائري.
وقد تخرج على يد ابن باديس آلاف الطلبة من مختلف أنحاء الجزائر، وكان لهم دور بارز في النهضة العلمية والثقافية والوطنية في الجزائر. ومن أبرز طلبة ابن باديس:
- مبارك الميلي، مؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
- السعيد الزاهري، أول رئيس لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
- الهادي السنوسي، مؤسس مدرسة البعث العربي الإسلامية.
- محمد بن العابد، مؤسس مدرسة التربية والتعليم الإسلامية.
- السعيد الزموشي، مؤسس مدرسة دار العلوم الإسلامية.
- الفضيل الورتلاني، مؤسس مدرسة الإمام عبد الحميد بن باديس.
وهكذا، فقد ساهم ابن باديس في تكوين جيل من العلماء والزعماء الذين كان لهم دور بارز في تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي.