الإجابة على هذا السؤال تعتمد على تعريفنا للمستبد والناصح. إذا كنا نعني بالمستبد هو من يحكم بحكمه دون الرجوع إلى غيره، فإن الإجابة هي أن المسلمين لم يكونوا مستبدين في جميع الأوقات. فقد كان هناك العديد من الخلفاء المسلمين الذين حكموا بالشورى وأخذوا برأي العلماء والمستشارين. ومن الأمثلة على ذلك عمر بن الخطاب الذي كان يعقد مجلس الشورى كل يوم جمعة، وأبو بكر الصديق الذي استشار الصحابة في كل قراراته.
أما إذا كنا نعني بالمستبد هو من يحكم بقسوة وظلم، فإن الإجابة هي أن المسلمين كانوا مستبدين في بعض الأوقات. فقد كان هناك العديد من الخلفاء المسلمين الذين حكموا بقسوة وظلم، ومن الأمثلة على ذلك هارون الرشيد الذي كان يقتل معارضيه دون رحمة، وأبو جعفر المنصور الذي كان يمارس التعذيب على خصومه.
وهكذا، فإن الإجابة على السؤال هي أن المسلمين لم يكونوا مستبدين في جميع الأوقات، بل كانوا ناصحين في بعض الأوقات، وكانوا مستبدين في بعض الأوقات الأخرى.
وفيما يلي بعض الأمثلة على الحكم الإسلامي الذي كان ناصحًا:
- فرض النظام القضائي الذي يضمن حقوق الجميع، بما في ذلك المرأة والطفل.
- نشر التعليم والثقافة بين الناس.
- بناء المساجد والمستشفيات والمدارس وغيرها من المؤسسات الخدمية.
وفيما يلي بعض الأمثلة على الحكم الإسلامي الذي كان مستبدًا:
- فرض الضرائب الباهظة على الناس.
- قمع المعارضة السياسية.
- استخدام العنف والقوة في قمع الفتن والحروب.
وخلاصة القول، فإن الحكم الإسلامي كان متنوعًا، فقد كان هناك حكم ناصح وحكم مستبد، وكان ذلك يعتمد على الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية في كل عصر.