المال والأهلون هما من أعظم نعم الله تعالى على الإنسان، فهم مصدر قوته وعزته واستقراره النفسي والاجتماعي. ولكنهما في الوقت نفسه وديعة من الله تعالى، أي أنه إنما أعطاهما للإنسان ليتمتع بها في الدنيا، ثم يردهما إليه يوم القيامة.
يقول الشاعر العربي لبيد بن ربيعة:
وما المال والأهلون إلا وديعة ولا بد يوما أن ترد الودائع
فهذا البيت الشعري يؤكد أن المال والأهلون هما وديعة من الله تعالى، وأنهما سيُردان إليه يوم القيامة.
ومعنى ذلك أن الإنسان لا ينبغي له أن يُكْنِ المال والأهلَ غاية في الحياة، بل ينبغي له أن يُكْنِهما وسيلةً لتحقيق غايةٍ أسمى، وهي رضا الله تعالى.
فإذا أحسن الإنسان استخدام المال والأهل في طاعة الله تعالى، فإنهما سيكونان سبباً في سعادته في الدنيا والآخرة. أما إذا أساء الإنسان استخدامهما، فإنهما سيكونان سبباً في شقائه في الدنيا والآخرة.
وبناءً على ما سبق، يمكننا أن نجيب عن سؤال "وما المال والأهلون؟" بالقول:
المال والأهلون هما نعمة من الله تعالى، ينبغي أن نحسن استخدامهما في طاعة الله تعالى.
وهناك بعض التفسيرات الأخرى لمعنى "وديعة" في هذا البيت الشعري، ومنها:
- أن المال والأهلون هما أمانة في ذمة الإنسان، ينبغي عليه أن يحافظ عليهما ويرعاهما.
- أن المال والأهلون هما اختبار من الله تعالى للإنسان، لينظر كيف يتصرف فيهما.
وعلى أي حال، فإن المال والأهلون هما من أعظم نعم الله تعالى على الإنسان، ينبغي أن يشكر الله تعالى عليها، وأن يحسن استخدامها في طاعة الله تعالى.