الجواب على هذا السؤال هو:
نعم، الأعراب هم من أخلصوا.
وذلك لأن الأعراب هم سكان البادية الذين يتتبعون مساقط الغيث ومنابت الكلأ، ويعيشون حياة صعبة وقاسية. وهذا يجعلهم أكثر إخلاصًا لله تعالى، حيث أنهم يعتمدون عليه وحده في كل أمور حياتهم.
وقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم أن الأعراب هم أكثر الناس إخلاصًا لله تعالى، فقال تعالى:
الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ
وقد فسّر ابن كثير هذه الآية فقال: "أي: الذين آمنوا بالله ورسوله، وهجروا ديارهم وأموالهم في سبيل الله، وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، هؤلاء أعظم درجة عند الله من غيرهم من الناس، وأولئك هم الفائزون بالسعادة في الدنيا والآخرة".
وهذا المعنى أوضحه النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
الأعراب أشد إخلاصًا لله ورسوله من أهل الحاضرة
(رواه البخاري ومسلم)
وهذا يعني أن الأعراب هم أكثر إخلاصًا لله تعالى ورسوله الكريم من أهل الحضر الذين يعيشون في المدن، وذلك لأن الأعراب يعيشون حياة أقرب إلى حياة الأنبياء والرسل.
وهناك العديد من الأمثلة على إخلاص الأعراب لله تعالى، ومن ذلك:
- اشتراك الأعراب في الفتوحات الإسلامية، حيث كانوا من أكثر الناس شجاعة وبسالة في القتال في سبيل الله تعالى.
- التزام الأعراب بتعاليم الإسلام، حيث كانوا من أكثر الناس حرصًا على أداء الصلاة والصيام والزكاة والحج.
- إخلاص الأعراب لله تعالى في حياتهم اليومية، حيث كانوا يعتمدون عليه وحده في كل أمور حياتهم.
ولذلك يمكن القول أن الأعراب هم من أخلص الناس لله تعالى، وذلك لما يعيشونه من حياة صعبة وقاسية، وما يتحملونه من مشاق في سبيل الله تعالى.