القصيدة
نجوى
خير الدين الزركلي
(1) ما لعيني بعد فراقها وطنا ألا تألف الناس ولا المساكنا بكت فعفت دموعها ظمأى وغداً ظمأىً بعينها الساكنا
(2) أيا طائر لست من أهلها لم تذكرني بذكرى أحبابها ذكرتني نهراً يموج ماءه في ربوعها الخضراء اليانبعانا
(3) تذكرته ودمعي يجري ومقلتاي تنظران بعينيها تذكرت ربوعها وأهلها وتذكرت عيشي في جنبيها
(4) تذكرت رياضها وبساتينها وتذكرت ربوعها ووديانها وتذكرت عيشي فيها عيشة رغدٍ هانئة غبراء دانية
(5) تذكرت أهلي وجيراني وتذكرت أصدقائي وإخواني وتذكرت كل شيء فيها فبكيت حتى استفحل بكائي
(6) أيا طائر لست من أهلها لم تذكرني بذكرى أحبابها تركتني في الغربة وحيداً وأبكيتك حتى استفحل بكائي
شرح القصيدة
البيت الأول
يصف الشاعر في هذا البيت حال عينيه بعد فراق وطنه، حيث لم تعد تألف الناس ولا المساكن التي تعيش فيها، بل هي دائمة البكاء والدمع ينهمر منها، ودائمًا هي قلقة قد أصابها الأرق فلا تنعم بالنوم ولا الراحة ولا أيّ شيء من ذلك.
البيت الثاني
يخاطب الشاعر الطائر في هذا البيت، ويسأله عن سبب ذكره لأرض الوطن في أغنيته، فهو لم يكن يريد له أن يذكره بهذا الأمر، لأنّه حزنٌ قديم لم يكن يريد له أن يستولي على نفسه.
البيت الثالث
يتذكر الشاعر في هذا البيت نهر بردى، ذلك النهر المعروف في سورية الذي ينبعث من خارج دمشق ليمر فيها ويسقي أهلها، فيصف جماله وعذوبة مياهه، وكيف أنّه كان يمر بجانبه في صغره، ويلعب فيه مع رفاقه.
البيت الرابع
يصف الشاعر في هذا البيت حاله وهو يتذكر نهر بردى، حيث ينفجر دمعه من عينيه، وتنظر عيناه إلى نهر بردى في عيني الطائر، فيتذكر ربوعه وأهله، وتذكر عيشه في جنبيه.
البيت الخامس
يتذكر الشاعر في هذا البيت رياض الشام وبساتينها، وربوعها ووديانها، وتذكر عيشه فيها عيشة رغدٍ هانئة غبراء دانية، أي عيشة رغيدة سهلة قليلة المشقة.
البيت السادس
يخاطب الشاعر الطائر مرة أخرى، ويسأله عن سبب ذكره لأرض الوطن في أغنيته، فهو لم يكن يريد له أن يذكره بهذا الأمر، لأنّه تركه في الغربة وحيداً، وأبكاه حتى استفحل بكاؤه.
تحليل القصيدة
تُعد قصيدة "نجوى" من أشهر قصائد الشاعر خير الدين الزركلي، وهي قصيدة في الغزل الوطني، حيث يعبر الشاعر فيها عن حبه لوطنه، وحنينه إليه، وهو في غربة عنه.
تتميز القصيدة بجمال لغتها، ورقة عاطفتها، وصدق تعبيرها عن مشاعر الشاعر، كما أنها تتميز بوحدة الموضوع، حيث تدور جميع أبياتها حول موضوع واحد هو الوطن.
وقد لحن هذه القصيدة الفنان محمد عبد الوهاب، وأصبحت من أشهر الأغاني العربية.
القيم الفنية في القصيدة
تتضمن القصيدة العديد من القيم الفنية، منها:
- الوحدة العضوية: حيث تدور جميع أبيات القصيدة حول موضوع واحد هو الوطن، مما يعطي القصيدة وحدة وانسجامًا.
- التجديد في الأسلوب: حيث استخدم الشاعر أسلوبًا جديدًا في وصف وطنه، فهو لم يكتفِ بوصف مظاهره الطبيعية، بل وصف أيضًا مشاعره تجاهه.
- الصور البلاغية: استخدم الشاعر العديد من الصور البلاغية في القصيدة، مثل التشبيه والاستعارة
