في قصيدة "قذى بعينك" للشاعرة الخنساء، تتخذ الشاعرة موقفًا من الدهر يتسم بالرفض والثورة. يظهر ذلك في عدة مواضع من القصيدة، منها:
- في بداية القصيدة، تسأل الشاعرة عن سبب بكائها، وتنفي أن يكون بكاؤها بسبب قذى في عينها، بل هو بسبب الموت الذي حل بأحبائها.
- في البيت الثاني، تخاطب الشاعرة الدهر، وتصفه بأنه "ضرار"، أي مضار، وأنه "لا بد من يتة في صرفها غير"، أي أنه لا بد أن يصيب الناس بالموت والفقد.
- في البيت الثالث، تشبه الشاعرة دموعها بدموع الأم التي فقدت ولدها، وتقول: "كأن عيني لذكراه إذا خطرت / دموع أم ثكلى على طفلها غائر".
يمكن تفسير موقف الشاعرة من الدهر بمجموعة من الأسباب، منها:
- سبب شخصي، وهو فقدانها لأحبائها، وخاصة أخيها صخر، الذي كان لها سندًا وعونًا.
- سبب عام، وهو اعتقاد العرب في ذلك العصر أن الدهر هو إله يتحكم في حياة الناس، وأنه يرسل الموت والفقد على من يشاء.
وعلى أي حال، فإن موقف الشاعرة من الدهر يعكس قوة شخصيتها، وقدرتها على مواجهة الصعاب، وعدم الاستسلام للقدر.