استعمل عمر بن أبي ربيعة أسلوب القص في شعره الغزلي، وذلك من خلال سرده لمواقف وأحداث غرامية طريفة لاهية، تدور حول مغامراته الغرامية مع النساء. وقد تميزت قصصه الشعرية بالغزل الهازل، حيث كان يعمد إلى إبراز المفارقات والمواقف الطريفة والتعليقات الساخرة، مما أضفى على شعره روحاً مرحة وخفيفة الظل.
ويمكن توضيح ذلك من خلال بعض الأمثلة من شعره، مثل قصيدة "يا ظبية البر ما لك لا ترعوي"، حيث يروي فيها لقائه مع ظبية فاتنة في البرية، ويصف جمالها وفتنتها، لكنه في الوقت نفسه يعلن عن عجزه عن الوصول إليها، وذلك بسبب زواجها من رجل آخر. وقد تميزت هذه القصيدة بأسلوبها القصصي الممتع، حيث اعتمد الشاعر على سرد الحدث بدقة ووضوح، مع استخدام الحوار والوصف والتعليق الساخر.
ومن الأمثلة الأخرى قصيدة "يا ليت أني طير، أطير على جناح"، حيث يروي فيها قصة غرامه بفتاة من قومه، لكنه لم يستطع أن يتزوج منها بسبب رفض أهلها. وقد تميزت هذه القصيدة أيضاً بأسلوبها القصصي المثير، حيث اعتمد الشاعر على سرد الحدث بتشويق وإثارة، مع استخدام الوصف والحوار والتعليق الحزين.
ولعل أهم ما يميز أسلوب القص عند عمر بن أبي ربيعة هو أنه كان يهدف إلى إمتاع القارئ وإثارة انتباهه، وذلك من خلال تقديم قصص غرامية طريفة ومثيرة. وقد ساهم هذا الأسلوب في تجديد الغزل العربي، وجعله أكثر تنوعاً وإثارة.
وفيما يلي بعض العناصر التي ساعدت عمر بن أبي ربيعة على استخدام أسلوب القص في شعره:
- الموهبة الفطرية: كان عمر بن أبي ربيعة شاعراً موهوباً، يمتلك قدرة كبيرة على السرد والوصف والحوار.
- الاطلاع على تجارب الآخرين: كان عمر بن أبي ربيعة على اطلاع واسع على تجارب الآخرين من الشعراء والكتاب، مما ساعده على إثراء شعره بأفكار جديدة ومتنوعة.
- الحياة الاجتماعية النشطة: كان عمر بن أبي ربيعة يتمتع بحياة اجتماعية نشطة، مما جعله يتعرف على العديد من النساء ويعيش معهم تجارب غرامية طريفة.
وقد ساهمت هذه العناصر مجتمعة في جعل عمر بن أبي ربيعة شاعراً فريداً من نوعه، استطاع أن يترك بصمة واضحة في تاريخ الشعر العربي.