نعم، المؤمن معوان أخيه على الخير. فهذا هو واجب الأخوة الإسلامية، وهو من أعظم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام. فالمؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويسعى إلى مساعدته على الخير والصلاح في جميع أموره.
وهناك العديد من الأدلة على هذا المعنى في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، منها:
- قوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ (المائدة: 2).
- وقوله تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (التوبة: 71).
- وقوله صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة".
وهكذا، فإن المؤمن يجب أن يكون معينا لأخيه على الخير في جميع أموره، سواء كانت دينية أو دنيوية. فعليه أن يرشد أخاه إلى الخير، ويساعده على فعله، ويمنعه من الشر، ويساعده على تركه.
وهناك العديد من صور التعاون على الخير بين المؤمنين، منها:
- التعاون في العبادة، مثل التعاون على أداء الصلاة، والصيام، والحج، والزكاة.
- التعاون في الدعوة إلى الله، مثل نشر العلم الشرعي، وإقامة الدروس والمحاضرات، وتوزيع الكتب والمجلات الإسلامية.
- التعاون في مساعدة المحتاجين، مثل مساعدة الفقراء والمساكين، والأيتام، وأصحاب العاهات.
- التعاون في إصلاح المجتمع، مثل محاربة الفساد، والظلم، والبدع.
وهكذا، فإن المؤمنين هم كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.