أطروحة نص إدغار موران هي أن الإنسان كائن بيو-ثقافي، أي أنه كائن مادي وثقافي في آن واحد. ينطلق موران من فكرة أن الإنسان هو نتاج تفاعل بين الطبيعة والتربية، وبين المادة والروح. فالإنسان كائن بيولوجي، أي أنه ينتمي إلى عالم الطبيعة، ويتمتع بخصائص جسدية وعقلية تميزه عن غيره من الكائنات الحية. كما أن الإنسان كائن ثقافي، أي أنه نتاج الثقافة التي يعيش فيها، ويتعلم منها عاداتها وتقاليدها وأخلاقها.
يؤكد موران على أهمية هذا التفاعل بين الطبيعة والتربية، حيث أنهما يشكلان الإنسان في كل جوانبه. فالطبيعة تمنح الإنسان إمكاناته الجسدية والعقلية، بينما تمنح التربية له إمكاناته الثقافية والأخلاقية. وبدون هذا التفاعل، لا يمكن أن يتطور الإنسان إلى ما هو عليه.
يناقش موران أطروحة الإنسان كائن بيو-ثقافي من خلال عرض مجموعة من الأدلة، منها:
- أن الإنسان يولد بخصائص بيولوجية أساسية، مثل البنية الجسدية والعقلية، إلا أن هذه الخصائص تتطور وتتغير بتأثير التربية.
- أن الإنسان يتعلم أشياء كثيرة من خلال الثقافة التي يعيش فيها، مثل اللغة والقيم والأخلاق.
- أن الإنسان يتفاعل مع البيئة المحيطة به، مما يؤثر على سلوكه وتفكيره.
وبناء على هذه الأدلة، يخلص موران إلى أن الإنسان كائن بيو-ثقافي، وأن هذا التفاعل بين الطبيعة والتربية هو الذي يشكله ويحدد هويته.
ويمكن أن نوضح أطروحة النص من خلال بعض الأمثلة، مثل:
- الإنسان يولد بقدرة على التعلم، إلا أن هذه القدرة تتطور وتنمو بتأثير التربية.
- الإنسان يولد بقدرة على الحب، إلا أن هذه القدرة تتأثر بالقيم والأخلاق التي تعلمها من الثقافة التي يعيش فيها.
- الإنسان يولد بقدرة على التفاعل مع البيئة المحيطة به، إلا أن هذه القدرة تتطور وتتغير بتأثير الظروف البيئية.
وهكذا، فإن أطروحة النص تؤكد على أهمية التفاعل بين الطبيعة والتربية في تشكيل الإنسان وتحديد هويته.