في نصه "طبيعة المعرفة العلمية"، يتناول إدغار موران موضوع طبيعة المعرفة العلمية، ويقدم تصوراً متطوراً عنها يتجاوز الثنائيات التقليدية بين المطلق والنسبي، وبين التراكم والقطيعة.
يبدأ النص بالتأكيد على أن المعرفة العلمية تتميز بخصائص معينة، منها:
- الموضوعية: تسعى المعرفة العلمية إلى الوصول إلى حقائق خارجية موضوعية، غير خاضعة لتأثيرات الذات.
- القابلية للتحقق: يمكن اختبار المعرفة العلمية وتجربتها، مما يضمن صحتها وصدقها.
- التراكم: تتراكم المعرفة العلمية بمرور الزمن، مما يؤدي إلى تقدمها وتطورها.
ثم ينتقل النص إلى مناقشة الثنائيات التقليدية التي تحيط بالمعرفة العلمية، وهي:
- المطلق والنسبي: يرى بعض الفلاسفة أن المعرفة العلمية مطلقة وصالحة لكل زمان ومكان، بينما يرى آخرون أنها نسبية وقابلة للتغيير.
- التراكم والقطيعة: يرى بعض الفلاسفة أن المعرفة العلمية تتراكم بمرور الزمن، بينما يرى آخرون أنها تتميز بقطائع كبرى تؤدي إلى تغييرات جذرية في المفاهيم والنظريات العلمية.
يرفض موران هذه الثنائيات التقليدية، ويقدم تصوراً متطوراً عن طبيعة المعرفة العلمية يجمع بين العناصر المتناقضة في هذه الثنائيات.
من جهة، يؤكد موران على أن المعرفة العلمية نسبية، فهي تخضع للتطور والتغيير بمرور الزمن. من جهة أخرى، يؤكد موران على أن المعرفة العلمية تتراكم، فهي تستند إلى المعرفة السابقة وتبني عليها.
يوضح موران أن المعرفة العلمية نسبية لأنها تستند إلى الفرضيات والنظريات، وهذه الفرضيات والنظريات تخضع للاختبار والتحقق، مما قد يؤدي إلى تعديلها أو رفضها. كما أن المعرفة العلمية نسبية لأنها تعكس وجهة نظر الباحث وظروفه التاريخية والاجتماعية.
يوضح موران أن المعرفة العلمية تتراكم لأنها تستند إلى المعرفة السابقة، فكل نظرية علمية جديدة تبنى على النظريات السابقة وتطورها. كما أن المعرفة العلمية تتراكم لأن العلماء يستفيدون من تجارب بعضهم البعض.
يخلص موران إلى أن المعرفة العلمية هي نتاج تفاعل بين التراكمات والقطائع، فهي تستند إلى المعرفة السابقة وتبني عليها، ولكنها تخضع أيضاً للتطور والتغيير بمرور الزمن.
يمكن تلخيص أهم أفكار النص في النقاط التالية:
- المعرفة العلمية تتميز بخصائص معينة، منها: الموضوعية، والقابلية للتحقق، والتراكم.
- ترفض المعرفة العلمية الثنائيات التقليدية بين المطلق والنسبي، وبين التراكم والقطيعة.
- المعرفة العلمية نسبية، لأنها تستند إلى الفرضيات والنظريات، وتعكس وجهة نظر الباحث وظروفه التاريخية والاجتماعية.
- المعرفة العلمية تتراكم، لأنها تستند إلى المعرفة السابقة، والعلماء يستفيدون من تجارب بعضهم البعض.
يمكن أن يؤدي هذا التحليل إلى مجموعة من الأسئلة والمناقشات، منها:
- ما هي حدود المعرفة العلمية؟
- هل يمكن للعلم أن يحل كل المشكلات؟
- ما هو دور الفلسفة في فهم العلم؟
يمكن أن يكون هذا النص مفيدًا للطلاب في الجذع المشترك والشعب العلمية، حيث يقدم تصوراً متطوراً عن طبيعة المعرفة العلمية يتجاوز الثنائيات التقليدية.