حكم تقديم الخبر على المبتدأ:
الأصل:
التأخير: الأصل في الجملة الاسمية أن يتقدم المبتدأ على الخبر، وذلك لِما يلي:
السماع: ورد ذلك في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وفي كلام العرب الفصحاء.
التقيد: يسهل على المتكلم التعبير عن المبتدأ قبل الخبر، لكون المبتدأ هو العنصر الأساسي في الجملة، والخبر هو ما يُفسر المبتدأ ويبين معناه.
الفهم: يُساعد تقديم المبتدأ على فهم المعنى بشكل أسرع، حيث يتم التعرف على العنصر الأساسي في الجملة أولاً، ثم يتم توضيحه من خلال الخبر.
التقديم:
يجوز تقديم الخبر على المبتدأ في حالات محددة، وذلك لتحقيق أغراض بلاغية أو معنوية، ونذكر من أهم هذه الحالات ما يلي:
الحصر: إذا أريد حصر الخبر في المبتدأ، يُقدم الخبر على المبتدأ، وذلك للتأكيد على أن الخبر لا ينطبق إلا على المبتدأ المذكور.
مثال: "ما في الدار إلا علي"، فـ "ما" هي حرف نفي مبني على السكون، و"في الدار" جار ومجرور، و"إلا" حرف استثناء مبني على السكون، و"علي" مبتدأ مؤخر مرفوع بالضم الظاهر على آخره، و"في" خبر مقدم منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.
الاهتمام: إذا أريد إظهار الاهتمام بالخبر، يُقدم على المبتدأ.
مثال: "قائماً زيد"، فـ "قائماً" خبر مقدم منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره، و"زيد" مبتدأ مؤخر مرفوع بالضم الظاهر على آخره.
الردع: إذا أريد ردع المخاطب عن أمر ما، يُقدم الخبر على المبتدأ للدلالة على شدة الأمر.
مثال: "حراماً عليك الكذب"، فـ "حراماً" خبر مقدم منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره، و"عليك" جار ومجرور، و"الكذب" مضاف إليه، و"هو" ضمير مستتر وجوباً مرفوع بالنيابة عن المضاف إليه في محل جر بالإضافة.
التعجب: إذا أريد التعبير عن التعجب من أمر ما، يُقدم الخبر على المبتدأ.
مثال: "أحمراً لونُ الورد"، فـ "أحمر" خبر مقدم منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره، و"لون الورد" مبتدأ مؤخر مرفوع بالضم الظاهر على آخره.
المقابلة: إذا أريد مقابلة جملة أخرى، يُقدم الخبر على المبتدأ.
مثال: "عَظِيماً اللهُ خَالِقُنا"، فـ "عظيماً" خبر مقدم منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره، و"الله" مبتدأ مؤخر مرفوع بالضم الظاهر على آخره، و"خالقنا" صفة لله تعالى.
ملاحظة:
تختلف درجات جواز تقديم الخبر على المبتدأ باختلاف هذه الحالات، ففي بعض الحالات يكون التقديم واجباً، وفي بعضها يكون جائزاً، وفي بعضها يكون مُنكراً.
في الختام:
تقديم الخبر على المبتدأ ظاهرة نحوية لها شروطها وضوابطها، ويُستخدم لتحقيق أغراض بلاغية ومعنوية محددة.
هل من طلب آخر يمكنني مساعدتك به؟