ليلة ماطرة عاصفة
تلبدت السماء بالغيوم الداكنة، ولف الظلام الأرض كأنّه عباءة سوداء. هبت رياح عاتية تهزّ الأشجار وتُصدر أصواتاً مُخيفة كأنّها أنين الجنّ. ازدادت حدة العاصفة، وبدأ المطر ينهمر بغزارة، يتساقط كأنه سيلٌ من السماء.
ومع كلّ هبة رياح، كان يلمع البرق في السماء، يُضيء ظلمة الليل للحظاتٍ قصيرة، ثمّ يختفي تاركاً وراءه خوفاً ورهبة. ويهدر الرعد بقوةٍ مدوّية، يُزلزل البيوت ويُرسل الرعشة في قلوب الناس.
تجري الأمطار على الأرض كالأنهار، تغمر الشوارع وتملأ الساحات. وتُصبح الجداول سيولاً جارفة، تُحمل معها كلّ ما في طريقها من أوراق الشجر وأغصان الأشجار، وتُغرق البيوت المُتواضعة.
يُصبح البرد قارساً، وتشتدّ برودة الرياح. وتُغلق الناس نوافذ بيوتها وأبوابها، وتتجمع حول المواقد المُشتعلة، خوفاً من العاصفة وزمهرير الشتاء.
يُصبح العالم هادئاً بعد هدوء العاصفة، سوى صوت قطرات المطر وهي تتساقط على الأسطح وصوت الرياح وهي تهبّ برفق. ويُطلّ القمر من بين السحب، وينشر ضوءه الخافت على الأرض، كأنّه يُسلي الناس بعد ما عانوه من خوفٍ ورهبة.
وتُصبح ليلة المطر والبرق والرعد ذكرى جميلة لا تُنسى، تُحكي عن قوّة الطبيعة وعجائبها.