0 تصويتات
بواسطة
سؤال اكتب موضوعا تتحدث فيه عن طفل مش رد مستخدما أسلوب السرد والحوار؟

1 إجابة وحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
مش رد
في زقاق ضيق، بعيداً عن صخب المدينة، عاش طفلٌ يُدعى "مَرَد". لم يكن مَرَد كباقي الأطفال، فقد وُلِدَ بِصَمَمٍ حادٍّ منعه من سماع أصوات العالم من حوله. عاش مَرَد عالمه الخاص، عالمٌ من الصمت والإشارات، حيثُ تُرسم الكلمات على راحة يده، وتُعبّر العيون عن مشاعرَ لا تبوح بها الشفاه.
كان مَرَد وحيداً، يلعب مع خيالهِ، ويصنعُ أصدقاءً من الدمى والألعاب. لم يفهمهُ أحدٌ في المدرسة، سخر منهُ زملاؤه، وتجنّبهُ المعلمون. كان مَرَد "مش رد"، هكذا لقّبوهُ، وكأنّ صممهِ جُرمٌ يستحقُّ العقاب.
في أحد الأيام، بينما كان مَرَد يلعبُ في حديقةٍ مهجورة، لفت انتباههُ صوتٌ غريبٌ. لم يكن صوتاً عادياً، بل نغمةٌ حزينةٌ تنبعثُ من كمانٍ قديمٍ مكسور. اقتربَ مَرَد بحذرٍ، فرأى رجلاً عجوزاً يجلسُ على مقعدٍ خشبي، يعزفُ لحناً يفيضُ بالحزنِ والألم.
لم يفهم مَرَد الموسيقى، لكنّه شعر بمشاعرَ العجوز من خلال نغماتهِ. اقتربَ منهُ أكثر، ووضعَ يدهُ على كتفهِ المُرتجفِ. شعرَ العجوز بلمسةِ مَرَد، فالتفتَ إليهِ بدهشةٍ.
ابتسمَ مَرَد، وأشارَ بيدهِ إلى الكمانِ، مُعبّراً عن إعجابهِ بالموسيقى. فوجئَ العجوز بلغةِ الإشارةِ التي يتحدثُ بها مَرَد، فسألهُ عن اسمهِ. رسمَ مَرَد على راحةِ يدهِ اسمَهُ "مَرَد".
ابتسمَ العجوزُ ابتسامةً عريضةً، وقالَ: "أنا جَدّ، عازفُ كمانٍ متقاعدٌ. لم أعد أعزفُ منذ زمنٍ طويلٍ، فقد فقدتُ حاسةَ السمعِ كما فقدتَ أنتَ".
فهمَ مَرَد أخيراً أنّ جَدّاً يشاركهُ نفسَ المعاناةِ. ومنذ ذلك اليوم، بدأتْ صداقةٌ جميلةٌ بينهما. كان جَدّ يُعلّمُ مَرَد لغةَ الإشارةِ، ويُشاركهُ قصصَ حياتهِ، بينما كان مَرَد يُساعدُ جَدّاً في أعمالِ المنزلِ ويُرافقهُ في نزهاتهِ اليوميةِ.
مع مرور الوقت، تعلّمَ مَرَد العزفَ على الكمانِ. لم يكن يسمعُ الموسيقى، لكنّه شعرَ بها في أعماقهِ. عبّرَ مَرَد عن مشاعرهِ وأحلامهِ من خلال نغماتهِ، وأصبحَ موسيقاهُ لغةً يفهمها الجميع.
لم يعد مَرَد "مش رد"، بل أصبحَ "مَرَد العازفُ"، مُلهماً للجميعِ بِإصرارهِ وعزيمتهِ على التغلبِ على إعاقتهِ وتحقيقِ أحلامهِ.
أثبتَ مَرَد أنّ الإعاقةَ ليست عائقاً، بل تحدّياً يمكنُ التغلبِ عليهِ بِالإرادةِ والصبرِ والإيمانِ بالنفسِ.
مرحبًا بك في موقع ساعدني.
...