حوار مع البحر
في أحد أيّام الصيف الدافئة قررت وعائلتي الذهاب في رحلة لمدينة اللاذقية للتمتع بجمال منظر البحر, فعندما وصلنا جلست بعيدةً عن أسرتي, وبدأت أراقب جمال منظر البحر, وإذ بي أسمع صوتاً يكلّمني, فبدأت أنظر يميناً وشمالاً, ولا أرى أحداً , فقال لي البحر: ها أنذا أيتها الصغيرة أنا من يكلمك,
فقال لي: ما هو سبب قدومك إلى هنا أيّتها الصغيرة؟ فقلت له: هرباً من ضجر المدينة, فقال لي: لماذا أنتم أيّها البشر تقتلون صغاري بالديناميت والمتفجرات؟ فقلت له: كن مطمئناً أيّها البحر فقد وضعت الحكومة قوانين تمنع فيها صيد الأسماك بالديناميت والمتفجرات.
فقال لي: أنتم تثقلون كاهلي وتتعبوني بالبواخر والسفن التي على ظهري, فقلت له: كن صبوراً أيّها البحر فلولا الحاجة المادية لما أتعبناك بهذه البواخر.
فقال لي : والنفايات وهذه الأشياء والفضلات التي ترمونها بداخلي, فقلت له: كن مطمئناً أيّها البحر فقد وضعت الحكومة قوانين تمنع فيها رمي النفايات في البحار.
وقلت له: أتعلم أيها البحر إنّ أوجه الشبه بيننا نحن البشر وبينك كبيرة , فكلانا نتحمل مصاعب ومتاعب وتكون ردّة فعلنا الصبر.
فقال لي: أنصحك أيّتها الصغيرة ألاّ تسبحي بداخلي عندما تكون أمواجي عالية خشيةً عليك من الغرق.
فقلت له: شكراً لك .
فقال لي : أتعلمينَ أيّتها الصغيرة لقد ارتحت كثيراً في الحديث معك أتقبلين صداقتي؟
فقلت له: بكلّ سرور, وبعد قليل سمعت صوتاً يناديني فإذ بأختي الصغيرة تناديني .
فقلت له : يتوجّب عليّ الذهاب يا صديقي العزيز.
وقال لي : إلى اللقاء يا صديقتي .