هذا البيت من شعر ابن زيدون الأندلسي، وهو يعبر عن حالة العشق الشديد والوله الذي لا يزول بالنصح أو التوبة، بل يزيد بالعذاب والمحنة. وفي هذا البيت استخدام للمبالغة والتشبيه والتعجب، فقد قال:
- ما توبتي: أي لم أتوب ولم أندم على محبتكم، وهذا تعجب من قوة العشق والإصرار عليه.
- بنصوح: أي بالنصائح التي تأتي من الأصدقاء أو الأقارب أو العقل، وهذا تشبيه بالطريقة التي ينصح بها المرء نفسه أو غيره من شر شيء.
- من محبتكم: أي من حبكم الذي هو سبب عذابي ومحنتي، وهذا مبالغة في التعلق بالمحبوب والانفراد به.
- لا عذب الله: أي لا يعذب الله في الآخرة إلا من تاب من عشقه، وهذا تعجب من قسوة العاشق وعدم خشيته من الله.
- إلا عاشقا تابا: أي إلا من كان عاشقا لكم ثم تاب من حبكم، وهذا تشبيه بالمجرم الذي يتوب من جريمته.
ومن هذا الشرح نستطيع أن نفهم معنى البيت وغاية الشاعر منه، وهو أن يظهر حالة العشق المستمر والوله المستديم، وأن يبرز صفة الإخلاص والولاء للمحبوب، وأن ينفي صفة التقية والخوف من الله في هذا المجال.