تنقسم الاستعارة إلى قسمين رئيسيين:
الاستعارة التصريحية، وهي التي تُذكر فيها المشبه والمشبه به صراحةً، مثل قول الشاعر:
وَلَمْ أَرَ عَشِيَّةَ السُّدَى كَمَنْ أَرَاهُ مَكْتُوبًا عَلَى جَبِينِهِ مَوْتٌ وَمَنْ لِلْمَوْتِ مِمَّنْ يَفِي
ففي هذا البيت، ذكر الشاعر المشبه وهو "الموت"، وذكر المشبه به وهو "المكتوب على الجبين"، وربط بينهما بعلاقة مشابهة، وهي أن الموت مكتوب على الجبين كما يُكتب اسم الإنسان على الجبين.
الاستعارة المكنية، وهي التي يُحذف فيها المشبه به، ويُذكر بدلاً منه مَا يُلْمِحُ إليه، مثل قول الشاعر:
سَلَتْ دَمْعَيَّ سَلْوَى فَأَصْبَحْتُ مُنْهَالًا مِنْ عَيْنَيَّ مَطَرًا
ففي هذا البيت، حذف الشاعر المشبه وهو "الدمع"، وذكر بدلاً منه "المطر"، وربط بينهما بعلاقة مشابهة، وهي أن الدمع ينزل من العين كما ينزل المطر من السماء.
وهناك تقسيم آخر للاستعارة بناءً على مدى وضوح المشبه بها، فهناك:
الاستعارة الصريحة، وهي التي يكون فيها المشبه بها واضحًا، مثل قول الشاعر:
أَنْتَ الشَّمْسُ فِي الْأُفُقِ وَأَنْتَ الْقَمَرُ فِي الْأُفُقِ وَأَنْتَ النَّجْمُ فِي الْأُفُقِ وَأَنْتَ الْبَرْقُ فِي الْأُفُقِ وَأَنْتَ
ففي هذا البيت، ذكر الشاعر المشبه به وهو "الشمس والقمر والنجم والبرق" صراحةً.
الاستعارة المجردة، وهي التي يكون فيها المشبه بها غير واضح، مثل قول الشاعر:
أَفْرَحُ لِحُلْمٍ فِي الْمَنَامِ وَأَبْكِي لِصَدْرٍ فِي الْمَنَامِ
ففي هذا البيت، ذكر الشاعر المشبه به وهو "الحلم والصدر" بشكل غير مباشر، حيث لم يذكرهما صراحةً، وإنما ذكر صفاتهما، وهي "الفرح والبكاء".
وأخيرًا، هناك تقسيم آخر للاستعارة بناءً على أسلوب استعمالها، فهناك:
الاستعارة التصريحية التمثيلية، وهي التي تُذكر فيها المشبه والمشبه به صراحةً، ولكنهما يُذكران في صورة تشبيه تمثيلي، مثل قول الشاعر:
أَرَى الدُّجَى مَا بَيْنَ جَنْبَيْهِ كَأَنَّهُ قَلْبٌ مُعْتَصِمٌ بِصَدْرٍ
ففي هذا البيت، ذكر الشاعر المشبه وهو "الدجى" والمشبه به وهو "القلب المعتصم بالصدر" صراحةً، ولكنهما يُذكران في صورة تشبيه تمثيلي، حيث شبه الشاعر الدجى بقلب يعتصم بالصدر.
وهكذا، يمكن القول أن الاستعارة هي من أهم أوجه البلاغة في اللغة العربية، فهي تُضفي على الكلام جمالاً وروعة، وتجعله أكثر تعبيرًا عن المعاني.