حكم من صرف شيء من انواع العبادة لغير الله هو الكفر الأكبر المخرج من الملة، وذلك لأن العبادة هي حق الله وحده، فلا يجوز صرفها لغيره، سواء كان ذلك في العبادات الظاهرة، كالصلاة والصوم والحج، أو في العبادات الباطنة، كالدعاء والاستغاثة والاستعانة.
وقد دل على ذلك قول الله تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [الأنعام: 106].
وقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 116].
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من مات وهو يدعو من دون الله ندوة، فقد مات مشركًا" [رواه مسلم].
وبناءً على ذلك، فكل من صرف شيئًا من أنواع العبادة لغير الله، فقد كفر بالله وخرج من الملة، وعليه أن يتوب إلى الله تعالى، ويرجع إلى عبادته وحده، فإن تاب تاب الله عليه، وإن مات على ذلك الكفر فهو من أصحاب النار.
وفيما يلي بعض الأمثلة على صرف العبادة لغير الله:
- النذر لغير الله، كالنذر لشخص ميت، أو لأي مخلوق آخر.
- الدعاء لغير الله، كالدعاء لنبي أو ولي أو أي مخلوق آخر.
- الاستغاثة لغير الله، كالاستغاثة بشخص ميت، أو لأي مخلوق آخر.
- الاستعانة لغير الله، كالاستعانة بشخص ميت، أو لأي مخلوق آخر.
- التقرب إلى غير الله بشيء من أنواع العبادة، كالذبح لغير الله، أو بناء المساجد للهندوس، أو غير ذلك.
فهذه الأمثلة وغيرها من أنواع العبادة التي لا يجوز صرفها لغير الله، ومن فعلها فقد كفر بالله وخرج من الملة.