قصة خاتم السلطان هي قصة خيالية من تأليف الكاتب المصري يعقوب الشاروني، تدور أحداثها حول السلطان الذي كان يتميز بالغرور والتعالي، وكان يكره أن يسمع صوت أحد يتحدث عن الله أو يحمده.
في يوم من الأيام، كان السلطان نائمًا، وعندما استيقظ، سمع صوتًا يقول: "يا فتّاح يا عليم، يا رزَّاق يا كريم... قدرتك يارب كبيرة، وعلى كل شيء قديرة، حتى إذا سقط شيءٌ في البحر، فقدرتُك تعيده إلى البَرِّ".
أثار هذا الصوت غضب السلطان، فقرر أن يلقي القبض على صاحب الصوت، وكان هذا الصوت هو صوت الصائغ مرزوق الذي كان يفتح دكانه المجاورة للقصر كل صباح.
أرسل السلطان وزيره إلى مرزوق، وطلب منه أن يأتي إلى القصر، وأمر السلطان أن يصنع مرزوق خاتمًا شبيهًا بخاتمه الذهبي الثمين، ويضع به بدلاً من الياقوته قطعة زجاج تشبهها، ليتزيَّن بالخاتم المزيف ويستخدم الخاتم الثمين في المناسبات الهامة فقط.
وافق مرزوق على طلب السلطان، ووضع الخاتم في خزانة حديدية، وقبل أن يقفل الخزانة جيدًا، طلب منه السلطان أن يحضر له الماء ليشرب، فخرج مرزوق من الدكان ليحضر الماء والوزير يراقبه، فانتهز الملك الفرصة وأخذ الخاتم من الخزانة، ولما عاد مرزوق بالماء طلب منه أن يصنع الخاتم خلال ثلاثة أيام، وإذا ضاع الخاتم فلن يكون جزاؤه إلا قطع رأسه.
عاد مرزوق إلى دكانه، وكان في حالة من الحزن والخوف، وبدأ يفكر في كيفية صنع الخاتم في ثلاثة أيام فقط، وبينما كان يفكر، سمع صوتًا يقول: "لا تحزن يا مرزوق، فالله سيساعدك".
نظر مرزوق حوله، فلم يجد أحدًا، فعرف أن الصوت قد جاء من السماء، وبدأ يدعو الله أن يساعده، وبينما كان يدعو، رأى سمكة كبيرة تخرج من البحر، وهي تحمل الخاتم في فمها.
أخذ مرزوق الخاتم من السمكة، وشكر الله على مساعدته، وصنع الخاتم في الوقت المحدد، وذهب إلى القصر ليقدمه للسلطان.
فوجئ السلطان برؤية الخاتم، وسأل مرزوق كيف وجد الخاتم، فأخبره مرزوق بما حدث، فعرف السلطان أن مرزوق رجل صالح، وأنه يستحق أن يعفو عنه، فأمر بإطلاق سراحه، وكافأه بجائزة كبيرة.
تعلم السلطان درسًا مهمًا من هذه القصة، وهو أن الله هو القادر على كل شيء، وأن عليه أن يؤمن بالله ويحمده دائمًا.
وهذه هي العبر المستفادة من قصة خاتم السلطان:
- الإيمان بالله والحمد له دائمًا.
- عدم الغرور والتعالي.
- العدل والرحمة.
- أن الإنسان لا يقدر على فعل شيء إلا بمساعدة الله.