نعم، حثت الأديان السماوية على التعايش الإنساني والبعد عن التعصب، وذلك من خلال العديد من الآيات والوصايا التي تدعو إلى التسامح والاحترام المتبادل بين الناس، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو جنسهم أو أي اختلاف آخر بينهم.
فمن الآيات القرآنية التي تحث على التعايش الإنساني:
- قوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} (النساء: 94).
- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (الحجرات: 13).
- قوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (الممتحنة: 8).
وأما من الوصايا النبوية التي تحث على التعايش الإنساني:
- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره".
- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يظلم المسلم المسلم في شيء من أعراضه ولا دمه ولا ماله، إن الله حرم الاعتداء على المسلم".
وهذه الآيات والوصايا تؤكد على أهمية التعايش الإنساني والبعد عن التعصب، وذلك لأن الإنسان خلق من أجل أن يعبد الله تعالى، ولا فرق بينه وبين غيره من البشر في هذه الغاية. كما أن التعصب يؤدي إلى الصراع والنزاع بين الناس، مما يضر بالمجتمعات ويعرقل مسيرة التنمية.
ولذلك، فإن على المسلمين وغيرهم من أتباع الأديان السماوية أن يعملوا على نشر ثقافة التسامح والاحترام المتبادل بين الناس، وأن يساهموا في بناء مجتمعات يسودها السلام والتعايش.