الجواب:
عسي الله أن يكف بأس الذين كفروا، هي آية من سورة النساء، الآية 84. وقد فسرت هذه الآية على أنها رجاء من الله تعالى أن يمنع بأس الذين كفروا عن المؤمنين. ومعنى بأس هو شدة وقوة، فيكون معنى الآية أن الله تعالى يأمل أن يمنع عن المؤمنين شدة وقوة الذين كفروا.
وهذا الرجاء مبني على عدة أسباب:
- قدرة الله تعالى المطلقة، فهو قادر على كل شيء، بما في ذلك منع بأس الذين كفروا.
- عدالة الله تعالى، فهو لا يظلم أحدًا، ولا يسمح للظالمين أن يظلوا ظالمين إلى الأبد.
- إيمان المؤمنين، فإيمانهم يجعلهم قريبين من الله تعالى، ويجعل الله تعالى ينصرهم.
وبناءً على هذه الأسباب، فإن رجاء الله تعالى أن يكف بأس الذين كفروا هو رجاء مبني على أساس قوي، ومن المرجح أن يتحقق.
ولكن، من المهم أن نتذكر أن هذا رجاء، وليس وعدًا مؤكدًا. فالله تعالى قد يختار أن ينصر المؤمنين بالجهاد، وقد يختار أن ينصرهم بغير الجهاد.
ولذلك، فإن على المؤمنين أن يستعدوا للجهاد، وأن يبذلوا قصارى جهدهم في سبيل الله تعالى.
وفيما يلي بعض التفسيرات الأخرى لهذه الآية:
- تفسير الطبري: "يقول تعالى: عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا عنك وعنهم، أي: أن يذهب بأسهم، ويمنع كيدهم، ويطفيء نارهم، ويضعف قوتهم، ويذلهم، فلا يقدرون على إيصال ما يريدون إليكم، ولا إلى أنفسكم. ومعنى قوله: "عسى الله"، أي: رجاء أن يفعل ذلك، وليس وعدًا مؤكدًا."
- تفسير ابن كثير: "أي: عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا عنك وعنهم، أي: بتحريضك إياهم على القتال تنبعث هممهم على مناجزة الأعداء، ومدافعتهم عن حوزة الإسلام وأهله، ومقاومتهم ومصابرتهم. وقوله: "والله أشد بأسا وأشد تنكيلا"، أي: هو قادر عليهم في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: "ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم"."
- تفسير السعدي: "أي: لا تكلف نفسك إلا الجهاد، ولا تحمل على نفسك ما لا تطيق، وحث المؤمنين على الجهاد، ورغبهم فيه، وأمرهم بالصبر على مشقته، ووعدهم على صبرهم أن الله تعالى يكف بأس الذين كفروا عنهم، فلا يضرهم، ولا يؤذيهم."
والله أعلم.
