موضوع سورة البقرة من الآية 260 إلى الآية 271 هو الترغيب في الإنفاق في سبيل الله، والتحذير من المنّ والأذى.
تبدأ الآية 260 بذكر مثل لمن ينفق ماله ابتغاء مرضاة الله، فيشبهه الله بـ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآَتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ، أي أن من ينفق ماله ابتغاء مرضاة الله، فإن ماله يزداد وينمو، كما تنمو الثمار في الجنة بعد نزول المطر عليها.
ثم تنتقل الآية 261 إلى ذكر مثل لمن ينفق ماله لغير مرضاة الله، فيشبهه الله بـ جَنَّةٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ، أي أن من ينفق ماله لغير مرضاة الله، فإن ماله يُحرق كما أحرقت النار الجنة في الآية السابقة.
وبعد ذكر هذين المثلين، تنتقل الآية 262 إلى الترغيب في الإنفاق في سبيل الله، حيث تأمر المؤمنين بـ أَنْفَقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ، أي أن عليهم أن يُخرجوا من أموالهم الحلال الطيب ما يُحبون، ويُنفقوه في سبيل الله، سواء كان ذلك في الصدقات، أو الزكاة، أو الجهاد، أو غير ذلك من وجوه الخير.
وبعد ذلك، تنتقل الآية 263 إلى التحذير من المنّ والأذى، حيث تخبر المؤمنين أن الشيطان يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ، أي أنه يُغريهم بالفقر، ويأمرهم بالمعاصي، وأن الله يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا، أي أنه يُبشرهم بالمغفرة والفضل، وأن الله يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ، أي أن الله يُعطي الحكمة لمن يشاء، وهي التي تُرشد صاحبها إلى الخير، وتُبعده عن الشر.
وأخيرًا، تنتهي الآية 271 بذكر الترغيب في إخفاء الصدقات، حيث تخبر المؤمنين أن مَا تُنْفِقُوا مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ، أي أن الله يعلم ما يُنفق الإنسان من أمواله، سواء كان ذلك علانية أو سرًا، وأن مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ، أي أن الله لا ينصر الظالمين أبدًا.
وبذلك، فإن موضوع سورة البقرة من الآية 260 إلى الآية 271 هو الترغيب في الإنفاق في سبيل الله، والتحذير من المنّ والأذى، والإشادة بإخفاء الصدقات.