الجواب على هذا السؤال هو نعم، المرء ميسر لما خلق له. وهذا يعني أن الله تعالى قد خلق كل إنسان باستعدادات معينة، تجعله قادرًا على تحقيق بعض الأهداف دون غيره. فمثلًا، قد يكون الإنسان مستعدًا للنجاح في مجال العلوم، أو الفن، أو التجارة، أو غيرها.
وهذا المعنى يتفق مع ما جاء في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى:
فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى
وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى
(سورة الليل: 5-7)
فهذه الآيات تشير إلى أن الله تعالى ييسر أمور من أعطى، واتقى، وصدق بالحسنى، وييسر أمور من بخل، واستغنى، وكذب بالحسنى.
وهذا المعنى أيضًا يتفق مع ما جاء في السنة النبوية، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اعملوا فكل ميسر لما خلق له
(رواه البخاري ومسلم)
فهذا الحديث يحث الناس على العمل، ويطمئنهم بأنه سييسر الله تعالى أمورهم، بحسب استعداداتهم وقدراتهم.
ولكن هذا لا يعني أن الإنسان مسيّر بشكل كامل، ولا يملك أي اختيار. فالله تعالى قد أعطى الإنسان عقلًا وحرية اختيار، ليستطيع أن يختار طريقه في الحياة. ولكن الله تعالى ييسر للإنسان طريق الهداية والسعادة، إذا اختاره.