نعم، خشية الله والحرص على طاعته سنة أولي العقول الرشيدة. وذلك لأن العقل الرشيد هو الذي يدرك ما لله من عظمة وقدرة وحكمة، ويدرك ما لطاعته من فوائد وأجر، ومن ثم يحرص على طاعته ويخشى غضبه وعقابه.
وهناك العديد من الأدلة على أن خشية الله والحرص على طاعته سنة أولي العقول الرشيدة، منها:
- قوله تعالى: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا" (الطلاق: 2-3).
- قوله تعالى: "وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ" (الرحمن: 46).
- قوله تعالى: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" (فاطر: 28).
ومن الأدلة على ذلك أيضًا ما جاء في السنة النبوية، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الناس خشية لله، وكان يحرص على طاعته في كل أمر، حتى في أدق التفاصيل.
ولذلك فإن من علامات العقل الرشيد خشية الله والحرص على طاعته، وذلك لأن العقل الرشيد هو الذي يميز بين الحق والباطل، ويدرك ما فيه الخير وما فيه الشر، ومن ثم يحرص على فعل الخير ويخشى فعل الشر.