أقول وقد ناحت بقربي حمامة
أيا جارتا، هل تشعرين بحالي؟
مَعاذَ الهَوَى! ما ذُقتِ طارِقةَ النّوَى
وَلا خَطَرَتْ مِنكِ الهُمُومُ ببالِ
أتَحْمِلُ مَحْزُونَ الفُؤادِ قَوَادِمٌ
عَلى غُصُنٍ نَائِي المَسَافَةِ عَالِ؟
أيَا جَارتَا، ما أنْصَفَ الدّهْرُ بَينَنا!
تَعَالَيْ أُقَاسِمْكِ الهُمُومَ، تَعَالِي!
تَعَالَيْ تَرَيْ رُوحاً لَدَيّ ضَعِيفَةً،
تَرَدّدُ في جِسْمٍ يُعَذّبُ بَالي
أيَضْحَكُ مأسُورٌ، وَتَبكي طَلِيقَةٌ،
وَيَسْكُتُ مَحزُونٌ، وَيَندبُ سالِ؟
لَقد كنتُ أوْلى مِنكِ بالدّمعِ مُقلَةً،
وَلَكِنّ دَمْعي في الحَوَادِثِ غَالِ!
هذه القصيدة من تأليف الشاعر العربي أبو فراس الحمداني، وهو من أشهر شعراء العصر العباسي. القصيدة تعبر عن معاناة الشاعر من الهموم والأحزان، حيث يشعر بأنه وحيد في عالم لا يرحم.
تبدأ القصيدة بسؤال الحمامة عن شعورها، حيث يخاطبها الشاعر قائلاً: "أيا جارتا، هل تشعرين بحالي؟". ويقصد بذلك أنه يشعر بالوحدة والحزن، ويريد أن يجد من يشاركه أحزانه.
ثم يصف الشاعر حاله، حيث يقول: "مَعاذَ الهَوَى! ما ذُقتِ طارِقةَ النّوَى وَلا خَطَرَتْ مِنكِ الهُمُومُ ببالِ". أي أن الحمامة لم تشعر بالحب والحزن كما شعر به هو.
ثم يعود الشاعر ليعبر عن معاناته، حيث يقول: "أتَحْمِلُ مَحْزُونَ الفُؤادِ قَوَادِمٌ عَلى غُصُنٍ نَائِي المَسَافَةِ عَالِ؟". أي أنه يحمل قلبه الحزين إلى مكان بعيد، حيث يأمل أن يجد فيه الراحة.
ثم يخاطب الشاعر الدهر قائلاً: "أيَا جَارتَا، ما أنْصَفَ الدّهْرُ بَينَنا!". أي أنه يشعر أن الدهر لم يكن عادلاً معه، حيث أنه أعطاه الكثير من الهموم والأحزان.
ثم يطلب الشاعر من الحمامة أن تشاركه أحزانه، حيث يقول: "تَعَالَيْ أُقَاسِمْكِ الهُمُومَ، تَعَالِي!".
وأخيراً، يصف الشاعر حال العالم من حوله، حيث يقول: "أيَضْحَكُ مأسُورٌ، وَتَبكي طَلِيقَةٌ، وَيَسْكُتُ مَحزُونٌ، وَيَندبُ سالِ؟". أي أنه يجد أن العالم مليء بالحزن والألم، وأن الناس يعانون من مختلف أنواع المشاكل.
وتختتم القصيدة بعبارة حزينة، حيث يقول الشاعر: "لَقد كنتُ أوْلى مِنكِ بالدّمعِ مُقلَةً، وَلَكِنّ دَمْعي في الحَوَادِثِ غَالِ!". أي أنه كان يريد أن يبكي، ولكن دموعه أصبحت غالية عليه، لأنه استخدمها كثيراً في الماضي.
وهذه القصيدة تعبير صادق