دافع الشاعر أبو فراس الحمداني عن نفسه أمام تجاهل الحسناء له من خلال إظهار كبرياءه وعزة نفسه، وعدم تذلله لها أو خضوعه لها، بل كان يعاملها بأدب واحترام، ويظهر لها حبه وعشقه، ولكنه لا يطلب منها أي شيء، بل يترك لها حرية الاختيار.
ويظهر ذلك في الأبيات الخمسة الأولى من القصيدة، حيث يقول:
ماذا ترى فيمن يهوى حبها ** ويبذل لها مهجته وماله ويجعلها في قلبه وديعة ** ويحفظ لها حرمتها وسرّها ويذل لها في كل الأمور ** ويرفع لها في كل الأمور ويذل لها كبرياءه ** ويرفع لها كرامته
ففي هذه الأبيات، يصف الشاعر حبه للحسناء، واستعداده للتضحية بكل شيء من أجلها، ولكنه لا يطلب منها أي شيء، بل يترك لها حرية الاختيار.
ويظهر ذلك أيضًا في الأبيات التي تتحدث عن تجاهل الحسناء له، حيث يقول:
وكم نظرت إليّ نظرة ** كأنّني في عينيها حيوان وكم ردّت عليّ حديثي ** كأنّني في لسانها عقيم
ففي هذه الأبيات، يعبر الشاعر عن حزنه وألمه من تجاهل الحسناء له، ولكنه لا يلومها أو يعايرها، بل يترك لها حرية الاختيار.
ويظهر ذلك أيضًا في الأبيات التي تتحدث عن كبرياء الشاعر وعزة نفسه، حيث يقول:
ولست أذلّ النفس لأحبها ** وأذلّها لغيرها أذلّها وإنّما أذلّها لأحبها ** لأرفعها فوق كلّ منزلة
ففي هذه الأبيات، يؤكد الشاعر على كبرياءه وعزة نفسه، وأنه لا يذل نفسه إلا لأحبها، حتى يرفعها فوق كل منزلة.
وبذلك، نرى أن الشاعر أبو فراس الحمداني دافع عن نفسه أمام تجاهل الحسناء له من خلال إظهار كبرياءه وعزة نفسه، وعدم تذلله لها أو خضوعه لها، بل كان يعاملها بأدب واحترام، ويظهر لها حبه وعشقه، ولكنه لا يطلب منها أي شيء، بل يترك لها حرية الاختيار.