من الذين مع الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون الذين معه أشداء على الكفار؟
الآية الكريمة التي ورد فيها هذا الوصف هي قوله تعالى: "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم" (سورة الفتح، الآية 29).
ومعنى الآية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا أشداء على الكفار، وذلك لأنهم كانوا يدافعون عن دينهم وحماية المسلمين من عدوهم. أما فيما بينهم، فكانوا رحماء فيما بينهم، وذلك لأنهم كانوا متحابين متراحمين، يتعاونون فيما بينهم ويعينون بعضهم بعضًا.
وهذا الوصف ينطبق على جميع المسلمين، فالمسلم الحقيقي هو من يكون شديدًا على الكفار، وذلك بالدعوة إلى الله والجهاد في سبيله، ورحمًا بالمسلمين، وذلك بالعدل والإحسان إليهم.
هل تجتمع الرحمة والشدة في قلب الإنسان؟
نعم، تجتمع الرحمة والشدة في قلب الإنسان، وذلك لأن الرحمة والشدة هما صفتان من صفات الله تعالى، والله سبحانه وتعالى يتصف بالرحمة والشدة في آنٍ واحد.
فالرحمة هي صفة من صفات الله تعالى التي تتمثل في عطفه ورأفته وعطفه على خلقه، والشدة هي صفة من صفات الله تعالى التي تتمثل في قوته وجبروته.
وهذا المعنى ينطبق على الإنسان، فالإنسان يمكن أن يتصف بالرحمة والشدة في آنٍ واحد، وذلك إذا كان رحمًا بالمظلومين والمحتاجين، وشديدًا على الظالمين والمعتدين.
ومثال ذلك، أن يكون الإنسان رحمًا على أهله وأولاده، وشديدًا على من يريد أن يضرهم.
أو أن يكون الإنسان رحمًا على الفقراء والمساكين، وشديدًا على الأغنياء الذين يملأون بطونهم من غير حق.
وهكذا، فإن الرحمة والشدة صفتان من صفات الإنسان المؤمن، الذي يتصف بكمال الأخلاق.