داخل مكتبة ضخمة، على ضوء خافت، يجلس ابن خلدون، فيلسوف التاريخ، أمام كتاب ضخم. يفتح الكتاب ويبدأ بالقراءة. وفجأة، يظهر أمامه شخص غريب، طويل القامة، ذا لحية بيضاء كثيفة.
ابن خلدون: من أنت؟ ماذا تريد؟
الشخص الغريب: أنا أرسطو، فيلسوف الإغريق. جئت لأشاركك أفكاري حول الحضارة الإنسانية.
ابن خلدون: أهلاً وسهلاً بك يا أرسطو. يسعدني أن ألتقي بك.
أرسطو: لقد قرأت كتابك "المقدمة" وأعجبت به كثيراً. لقد وفّقتَ في تحليل نشأة الحضارة وتطورها.
ابن خلدون: شكراً لك يا أرسطو. لقد تأثرتُ كثيراً بأفكارك حول السياسة والأخلاق.
أرسطو: أعتقد أن الحضارة الإنسانية تُبنى على أسسٍ متعددةٍ، أهمها العقل والمنطق والعدالة.
ابن خلدون: اتفق معك تماماً. لكن أعتقد أيضاً أن الدين يلعب دورًا هامًا في بناء الحضارة.
أرسطو: الدين ضروريٌّ لتنظيم المجتمع وضمان استقراره. لكن يجب أن يُستخدم الدين لخدمة البشرية، لا لظلمها.
ابن خلدون: اتفق معك تماماً. يجب على الحكام أن يُحكموا بشريعةٍ عادلةٍ تضمن حقوق جميع الناس.
أرسطو: الحضارة الإنسانية هي نتاجٌ لتضافر جهودِ جميعِ البشرِ. يجب علينا أن نتعاون معاً لبناءِ حضارةٍ أفضل للأجيالِ القادمةِ.
ابن خلدون: اتفق معك تماماً. يجب علينا أن ننشر المعرفةَ ونُعلّمَ الناسَ ونُشجّعَهم على الإبداعِ والابتكارِ.
أرسطو: شكراً لك يا ابن خلدون على هذا الحوارِ المُثمرِ.
ابن خلدون: شكراً لك يا أرسطو. لقد استفدتُ كثيراً من أفكاركَ.
أرسطو: إلى اللقاءِ.
ابن خلدون: إلى اللقاءِ.
يختفي أرسطو، ويُغلق ابن خلدون الكتاب ويُفكرُ في أفكارِ أرسطو.