عن البركة المتوكل؟

Question

سؤال عن البركة المتوكل؟

Answer 1

بركة المتوكل: تحفة معمارية عباسية
ما هي بركة المتوكل؟
بركة المتوكل، أو البركة الجعفرية، هي تحفة معمارية ضخمة أُنشئت في عهد الخليفة العباسي جعفر المتوكل على الله (847-861 م). تقع البركة في مدينة سامراء، عاصمة الخلافة العباسية آنذاك، على الضفة الشرقية لنهر دجلة.
وصف البركة:
كانت بركة المتوكل من أروع وأكبر البرك في العالم الإسلامي في ذلك الوقت. بلغ طولها حوالي 4.2 كيلومتر وعرضها حوالي 1.7 كيلومتر، ومساحتها الإجمالية حوالي 7 كيلومتر مربع. كانت تحيط بها حدائق غناء وأشجار مثمرة،  وتم إمدادها بالماء من نهر النيزك، وهو نهر اصطناعي أمر الخليفة المتوكل بحفره خصيصًا لري البركة.
وظائف البركة:
الترفيه: كانت بركة المتوكل مكانًا للترفيه والتسلية للخليفة وأفراد بلاطه. كان يركب القوارب في البركة ويستمتع بمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة. كما كانت تقام على ضفاف البركة الحفلات والفعاليات المختلفة.
الري: كانت بركة المتوكل مصدرًا هامًا لريّ الأراضي الزراعية المحيطة بمدينة سامراء.
الصيد: وفّرت البركة بيئة مناسبة لنمو الأسماك، مما جعلها مكانًا مثاليًا للصيد.
مصير البركة:
لم تصمد بركة المتوكل طويلاً بعد وفاة الخليفة المتوكل. فقد تعرضت للإهمال والدمار خلال الفتن والحروب التي عصفت بالخلافة العباسية. وبحلول القرن الثالث عشر، أصبحت البركة مجرد أطلال.
الأهمية التاريخية:
تُعدّ بركة المتوكل شهادةً على عظمة الحضارة العباسية وازدهارها. فهي نموذج فريد للتخطيط العمراني والهندسة المائية في ذلك العصر. كما أنها تُقدم لنا لمحة عن نمط الحياة الفخم الذي كان يعيشه الخلفاء العباسيون.
قصيدة البحتري:
خلّد الشاعر العباسي البحتري ذكرى بركة المتوكل في قصيدة رائعة وصف فيها جمالها وروعتها. تُعدّ هذه القصيدة من أشهر قصائد البحتري، وهي تُدرّس حتى يومنا هذا في المناهج الدراسية العربية.
خاتمة:
بركة المتوكل، وإن لم يبق منها سوى أطلال، تظلّ رمزًا للإبداع والابتكار في الحضارة العربية الإسلامية.