تبدأ مقدمة كتاب "قراءة ثانية لشعرنا القديم" للدكتور مصطفى ناصف بطرح فرضية أساسية مفادها أن الأدب العربي قبل الإسلام لم يُقرأ قراءة حسنة، وذلك لعدة موانع تحول دون قراءته قراءة واعية ممتازة. ومن أهم هذه الموانع:
- النظرة الرومانسية إلى الشعر العربي القديم: وهي النظرة التي ترى الشعر العربي القديم مجرد تعبير عن مشاعر الحب والوجدان، دون الاهتمام بالسياق الثقافي والاجتماعي الذي نشأ فيه.
- الاعتماد على المنهج التاريخي في دراسة الأدب: وهو المنهج الذي يركز على دراسة التطور التاريخي للأدب، دون الاهتمام بعناصره الجمالية والفنية.
- الاعتماد على المنهج التحليلي في دراسة الأدب: وهو المنهج الذي يركز على تحليل العناصر اللغوية والأسلوبية للنص الأدبي، دون الاهتمام بدلالاته الرمزية والرمزية.
وبناءً على هذه الفرضية، يسعى الدكتور مصطفى ناصف إلى تقديم قراءة جديدة للشعر العربي القديم، تنطلق من المنهج الأسطوري الأنثروبولوجي. ويتمثل هذا المنهج في البحث عن الثوابت العقلية اللاشعورية للمجتمعات، وخاصة المجتمعات غير المتحضرة. ومن خلال هذا المنهج، يسعى الدكتور ناصف إلى الكشف عن الدلالات الرمزية والرمزية للشعر العربي القديم، وفهمها في سياقها الثقافي والاجتماعي.
وتتضمن مقدمة الكتاب عدة أفكار رئيسية، يمكن إجمالها فيما يلي:
- أهمية قراءة الشعر العربي القديم قراءة جديدة: حيث يؤكد الدكتور ناصف على أن الشعر العربي القديم يستحق قراءة جديدة، تتجاوز النظرة الرومانسية إليه، وتهتم بعناصره الجمالية والفنية، ودلالاته الرمزية والرمزية.
- أهمية المنهج الأسطوري الأنثروبولوجي في دراسة الشعر العربي القديم: حيث يوضح الدكتور ناصف أن هذا المنهج هو الأنسب لفهم الشعر العربي القديم، من خلال الكشف عن الدلالات الرمزية والرمزية للنص الأدبي.
- ضرورة الفهم الشامل للسياق الثقافي والاجتماعي للشعر العربي القديم: حيث يؤكد الدكتور ناصف على أن فهم الشعر العربي القديم يتطلب فهم السياق الثقافي والاجتماعي الذي نشأ فيه.
وتعد مقدمة كتاب "قراءة ثانية لشعرنا القديم" من أهم المقدمات النقدية في الأدب العربي، حيث أسهمت في فتح آفاق جديدة في دراسة الشعر العربي القديم.
التوضيح
تتمثل أهمية قراءة الشعر العربي القديم قراءة جديدة في عدة نقاط، منها:
- الوصول إلى فهم أعمق للشعر العربي القديم: حيث إن القراءة الجديدة تتجاوز النظرة الرومانسية إلى الشعر العربي القديم، وتهتم بعناصره الجمالية والفنية، ودلالاته الرمزية والرمزية.
- الكشف عن القيم الإنسانية والأخلاقية التي يعبر عنها الشعر العربي القديم: حيث إن القراءة الجديدة تكشف عن الدلالات الرمزية والرمزية للشعر العربي القديم، والتي تعكس القيم الإنسانية والأخلاقية للمجتمعات العربية القديمة.
- المساهمة في تطوير النقد الأدبي العربي: حيث إن القراءة الجديدة تستند إلى مناهج حديثة في النقد الأدبي، مثل المنهج الأسطوري الأنثروبولوجي، مما يساهم في تطوير النقد الأدبي العربي.
أما أهمية المنهج الأسطوري الأنثروبولوجي في دراسة الشعر العربي القديم فهي تكمن في عدة نقاط، منها:
- القدرة على الكشف عن الدلالات الرمزية والرمزية للشعر العربي القديم: حيث يركز هذا المنهج على البحث عن الثوابت العقلية اللاشعورية للمجتمعات، والتي تعبر عنها الرمزية والرمزية في الشعر.
- القدرة على فهم الشعر العربي القديم في سياقه الثقافي والاجتماعي: حيث يربط هذا المنهج بين النص الأدبي والسياق الثقافي والاجتماعي الذي نشأ فيه.
وأخيرًا، فإن ضرورة الفهم الشامل للسياق الثقافي والاجتماعي للشعر العربي القديم تتمثل في عدة نقاط، منها:
- الأهمية التاريخية للشعر العربي القديم: حيث يعكس الشعر العربي القديم القيم والأفكار والاتجاهات السائدة في المجتمعات العربية القديمة.
- الأهمية الجمالية للشعر العربي القديم: حيث يتميز الشعر العربي القديم بعناصر جمالية وفنية رائعة.
- الأهمية الإنسانية للشعر العربي القديم: حيث يعبر الشعر العربي القديم عن القيم الإنسانية والأخلاقية التي تشترك فيها جميع المجتمعات البشرية.