الآية الكريمة "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" (سورة آل عمران، آية 92) تحث المسلمين على الإنفاق في سبيل الله مما يحبون، وذلك لأن الإنفاق في سبيل الله هو من أعظم الأعمال الصالحة، وهو دليل على صدق إيمان المسلم وصدق محبته لله ورسوله.
ومعنى الآية الكريمة أن المسلم لا يمكن أن يبلغ درجة البر الكامل إلا إذا أنفق في سبيل الله مما يحب، سواء كان ذلك من المال أو من الوقت أو من الجهد أو من المهارات. فعندما ينفق المسلم مما يحب، فإنه بذلك يبذل أقصى ما يمكنه لنيل مرضاة الله، ويثبت بذلك صدق إيمانه وصدق محبته لله.
ويوضح ذلك الحديث الشريف الذي رواه أبو طلحة رضي الله عنه، حيث قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يا أبا طلحة، إن الله لا يقبل من الصدقة إلا ما أريد به وجه الله". فقال أبو طلحة: يا رسول الله، إن صفيحتي هذه أحب إلي من الدنيا وما فيها، فهل أجعلها في سبيل الله؟ قال: "نعم، هي خير لك من صفيحتين من ذهب". فأبى أن يأخذها النبي صلى الله عليه وسلم، حتى جاءه بها، فجعلها في سبيل الله." (رواه البخاري ومسلم).
فهذا الحديث الشريف يبين أن الإنفاق في سبيل الله يجب أن يكون من مال محبوب، وأن يكون خالصًا لوجه الله.
وهناك العديد من الفوائد التي تعود على المسلم من الإنفاق في سبيل الله مما يحب، منها:
- نيل رضا الله ودخول الجنة.
- التخلص من حب المال والتعلق به.
- تنمية الشعور بالمسؤولية الاجتماعية.
- نشر الخير في المجتمع.
ولذلك، ينبغي على كل مسلم أن يحرص على الإنفاق في سبيل الله مما يحب، وذلك لنيل الخير في الدنيا والآخرة.