المراد بالكتاب في قوله تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ) هو القرآن الكريم، وهو كلام الله تعالى المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، بواسطة الوحي جبريل عليه السلام، وهو المعجزة الخالدة التي تحداهم بها الله تعالى، وهو دستور المسلمين، وهديهم في الحياة.
ويمكن الاستدلال على أن المراد بالكتاب هو القرآن الكريم من خلال عدة قرائن، منها:
- أن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي أنزله الله تعالى على عبده محمد صلى الله عليه وسلم، كما هو متفق عليه بين المسلمين.
- أن القرآن الكريم هو الكتاب الذي لم يجعل الله تعالى له عوجا، أي أنه خالٍ من الخطأ أو النقص.
- أن القرآن الكريم هو الكتاب الذي قيما، أي أنه قائم بذاته، لا يحتاج إلى غيره.
وهناك بعض الآيات الأخرى في القرآن الكريم التي تؤكد أن المراد بالكتاب هو القرآن الكريم، ومنها:
- قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) [الشعراء: 192-195].
- قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَمِلُوا بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة: 2-3].
وعليه، فإن المراد بالكتاب في قوله تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ) هو القرآن الكريم، وهو الكتاب الذي أنزله الله تعالى على عبده محمد صلى الله عليه وسلم، وهو المعجزة الخالدة التي تحداهم بها الله تعالى، وهو دستور المسلمين، وهديهم في الحياة.