قصيدة "طرقت همومك" هي قصيدة رثاء للصحابي الجليل حمزة بن عبد المطلب، أحد شجعان المسلمين وفارسهم المغوار، وقد قيلت في أعقاب غزوة أحد، التي استشهد فيها حمزة.
القصيدة من البحر الطويل، وتتكون من 24 بيتًا.
يستهل كعب بن مالك قصيدته بوصف ما حل به من هموم وغم بعد استشهاد حمزة، حيث يقول:
طرقت همومك فالرقاد مسهد وجزعت أن سلخ الشباب الأغيد
يقول كعب إن همومه قد أقضّت مضجعه، وأنه حزن حزنًا شديدًا على وفاة حمزة، الذي كان فتىً شابًا قويًا.
ثم ينتقل كعب إلى الحديث عن حمزة وصفات الفروسية والشجاعة التي كان يتحلى بها، حيث يقول:
ودعت فؤادك للهوى ضمرية فهواك غوري وصحوك منجد
يقول كعب إن حمزة كان يهوى القتال والفروسية، وأن ذلك كان يهون عليه مرارة العيش وضنكه.
ثم يوجه كعب نصيحة إلى نفسه، ليحثها على أن تترك الغواية وتتبع الحق، حيث يقول:
فدع التمادي في الغواية سادرا قد كنت في طلب الغواية تفند
يقول كعب إن نفسه كانت تميل إلى الغواية، ولكنه يحثها الآن على أن تترك ذلك وتتبع الحق.
ثم يؤكد كعب حزنه الشديد على وفاة حمزة، حيث يقول:
ولقد أنى لك أن تناهى طائعا أو تستفيق إذا نهاك المرشد
يقول كعب إنه لا يستطيع أن ينسى حمزة، وأنه حزن عليه حزنًا شديدًا لا يستطيع أن ينتهي.
ثم يختم كعب قصيدته بوصف ما حل بالناس من حزن بعد استشهاد حمزة، حيث يقول:
ولقد هددت لفقد حمزة هدة ظلت بنات الجوف من خوفها ثكلى
يقول كعب إن الناس حزنوا حزنًا شديدًا على وفاة حمزة، حتى أن النساء في قبائل العرب حزنّ عليهن حزنًا شديدًا.
وهكذا، فإن قصيدة "طرقت همومك" هي قصيدة رثاء رائعة، تعبر عن حزن كعب بن مالك الشديد على وفاة حمزة بن عبد المطلب، أحد عظماء الصحابة.
وفيما يلي شرح تفصيلي لبعض أبيات القصيدة:
- البيت الأول: "طرقت همومك فالرقاد مسهد"
في هذا البيت، يصف كعب بن مالك ما حل به من هموم وغم بعد استشهاد حمزة، حيث يقول: "طرقت" أي جاءت، و"همومك" أي همومك التي تعاني منها، و"فالرقاد مسهد" أي أن الرقاد قد أصبح ثقيلًا على عينيه، فلا يستطيع أن ينام بسبب همومه.
- البيت الثاني: "وجزعت أن سلخ الشباب الأغيد"
في هذا البيت، يعبر كعب بن مالك عن حزنه الشديد على وفاة حمزة، حيث يقول: "جزعت" أي حزنت، و"أن سلخ الشباب الأغيد" أي أن شباب حمزة قد ذهب، وأصبح شيخًا.
- البيت الثالث: "ودعت فؤادك للهوى ضمرية"
في هذا البيت، يصف كعب بن مالك صفات الفروسية والشجاعة التي كان يتحلى بها حمزة، حيث يقول: "ودعت" أي تركت، و"فؤادك" أي قلبك، و"للهوى" أي للحرب والقتال، و"ضمرية" هي قبيلة حمزة.
- البيت الرابع: "فهواك غوري وصحوك منجد"
في هذا البيت، يؤكد كعب بن مالك أن حمزة كان يهوى القتال والفروسية، وأن ذلك كان يهون عليه مرارة العيش وضنكه، حيث يقول: "فهواك" أي حبك للحرب والقتال، "غوري" أي يهون عليك مرارة العيش، و"صحوك" أي صحتك.
- البيت الخامس: "فدع التمادي في الغواية سادرا"
في هذا البيت، يوجه كعب بن مالك نصيحة إلى نفسه، ليحثها على أن تترك الغواية وتتبع الحق، حيث يقول: "فدع" أي اترك، و"التمادي" أي الاستمرار