الإخلاص هو صفة نبيلة تتمثل في خلو العمل من الشوائب والأغراض الدنيوية، ويكون الإخلاص لله تعالى عندما يقصد العبد بعمله وجه الله تعالى وحده، ولا يقصد به رياء الناس أو ثناءهم.
أما الرضا فهو صفة أخرى عظيمة تتمثل في التسليم لقضاء الله تعالى وقدره، وعدم التذمر من ذلك، والرضى بما قسمه الله تعالى لعباده.
ويعتبر الرضا من ثمار الإخلاص، وذلك لأن الإخلاص يثمر في قلب المسلم حب الله تعالى والتعلق به، والإيمان بأن الله تعالى هو أرحم الراحمين، وأن ما يصيب الإنسان من خير أو شر فهو بقضاء الله وقدره، وأن الله تعالى لا يفعل إلا ما فيه خير لعباده.
ولهذا، فإن المسلم الذي يخلص عمله لله تعالى يكون أكثر رضىً بما قسمه الله تعالى له، سواء كان ذلك خيرًا أو شرًا، وذلك لأنه يعلم أن الله تعالى أعلم بما يصلح له، وأنه لا يفعل إلا ما فيه الخير له.
وهناك العديد من الأمثلة على مدى شعور المسلم بالرضا كثمرة من ثمار الإخلاص، منها:
- صبر المسلم على البلاء، وعدم التذمر منه، وذلك لأنه يعلم أن البلاء هو منحة من الله تعالى، واختبار له ليرفع درجاته في الدنيا والآخرة.
- شكر المسلم على النعم، وعدم الانشغال عنها بالبحث عن المزيد، وذلك لأنه يعلم أن الله تعالى أعطاه هذه النعم جزاءً على إيمانه وإخلاصه.
- قبول المسلم لقضاء الله وقدره، وعدم الندم على ما فات، وذلك لأنه يعلم أن الله تعالى يفعل ما فيه خير لعباده.
وهكذا، فإن الإخلاص هو سبب لشعور المسلم بالرضا، والرضا هو ثمرة من ثمار الإخلاص.