الجواب:
إن صيانة المواطن للمال العام واجب تمليه عليه العقيدة، وذلك لعدة أسباب، منها:
- الإيمان بالله تعالى: فالمؤمن يؤمن بأن الله تعالى هو المالك الحقيقي للمال، وأن الإنسان هو وكيله في إدارته، وعليه أن يحافظ عليه ويسلمه إليه سليمًا.
- الإيمان بالعدل: فالمؤمن يؤمن بالعدل، وأن العدل أساس الحكم، وأن صيانة المال العام من العدل، لأن المال العام ملك للجميع، ويجب أن يستفيد منه الجميع بالتساوي.
- الإيمان بالمسؤولية: فالمؤمن يؤمن بأنه مسؤول عن أفعاله، وأن الله تعالى سيحاسبه على كل ما فعله، بما في ذلك تصرفه في المال العام.
وفيما يلي توضيح لهذه الأسباب:
الإيمان بالله تعالى:
يؤمن المسلم أن الله تعالى هو المالك الحقيقي لكل شيء في الكون، بما في ذلك المال، قال تعالى: "وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (المائدة: 120).
وعليه، فإن الإنسان وكيل لله تعالى في إدارته للمال، ويجب عليه أن يحافظ عليه ويسلمه إليه سليمًا، قال تعالى: "وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا" (الإسراء: 34).
فإذا أساء الإنسان التصرف في المال العام، فإنه يكون قد خان الأمانة التي عهدت إليه، وارتكب ظلمًا في حق الله تعالى وحق الناس.
الإيمان بالعدل:
يؤمن المسلم بالعدل، وأن العدل أساس الحكم، قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" (النحل: 90).
وصيانة المال العام من العدل، لأن المال العام ملك للجميع، ويجب أن يستفيد منه الجميع بالتساوي، قال تعالى: "وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ" (النساء: 29).
فإذا أساء الإنسان التصرف في المال العام، فإنه يكون قد ظلم الآخرين، وخالف مبدأ العدل.
الإيمان بالمسؤولية:
يؤمن المسلم بأنه مسؤول عن أفعاله، وأن الله تعالى سيحاسبه على كل ما فعله، بما في ذلك تصرفه في المال العام، قال تعالى: "قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْبِرُكُمْ بِمَا تَفْعَلُونَ" (يونس: 12).
فإذا أساء الإنسان التصرف في المال العام، فإنه يكون قد ارتكب خطيئة، وسوف يحاسب عليه يوم القيامة.
وبناءً على ما سبق، فإن صيانة المواطن للمال العام واجب ديني وأخلاقي وقانوني، ويجب على جميع المسلمين الالتزام بهذا الواجب.