0 تصويتات
بواسطة
سؤال قصة عن طفل مشرد ونازح؟

1 إجابة وحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
في قلب مدينة مزقها الحرب، عاش طفلٌ صغيرٌ اسمه كريم، لا يتجاوز عمره العشر سنوات. عتمةٌ تغشى عينيه، وشعره أشعثٌ مبعثرٌ على كتفه، ووجهه يحمل آثار تعبٍ لا يناسب سنه. لم يعرف كريم دفء العائلة، ولا طعم الأمان، فقد هجرت عائلته مدينتهم مع تصاعد نيران الحرب، تاركين وراءهم كلّ شيء.
أصبح كريم مشرداً، يتنقل في أزقة المدينة الخربة، يبحث عن لقمة عيش تسد رمقه. واجه كريم في رحلته قسوة الحياة، فصادف من باعه الأمل بكلماتٍ مُخادعة، ومن استغله في أعمالٍ شاقة لا تناسب سنه.
لم يفقد كريم الأمل يوماً، وظلّ يحلم بِعَودةِ الحياة إلى طبيعتها، وبِلقاء عائلته من جديد. رسم على جدران المدينة المُدمرة صورَ عائلته السعيدة، وكتب بخطٍ مُتلعثمٍ عباراتٍ تُعبّر عن شوقه لهم.
يوماً ما، بينما كان كريم يتجول في أحد شوارع المدينة، لفت انتباهه صوت موسيقى هادئة. اتّجه نحو مصدر الصوت، فوجد نفسه أمام منزلٍ قديمٍ مُتهالك. من نافذةٍ مفتوحة، كانت تخرج نغمات عودٍ شجيّ، تُلامس أوتار قلب كريم.
اقترب كريم من النافذة بحذر، فشاهد رجلاً عجوزاً يجلس على كرسي خشبي، ويعزف على العود بِمهارةٍ مُتقنة. تملّك كريم شعورٌ غريبٌ بالهدوء والأمان، فقرّر الدخول إلى المنزل.
استقبل الرجل العجوز كريم بِابتسامةٍ حانية، قدّم له الطعام والشراب، وسمح له بالمبيت في منزله. سرعان ما نشأت صداقةٌ قويةٌ بين كريم والرجل العجوز، فقد وجد كريم في الرجل العجوز الأب الذي افتقده، بينما وجد الرجل العجوز في كريم الابن الذي لم ينجبه.
علّم الرجل العجوز كريم العزف على العود، وزرع فيه الأمل من جديد. قضى كريم مع الرجل العجوز أجمل أيام حياته، نسي فيها قسوة الماضي، وعاش لحظاتٍ مليئة بالسعادة والحبّ.
مع مرور الوقت، تحسّنت الأوضاع في المدينة، وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها تدريجياً. قرّر كريم البحث عن عائلته، حاملاً معه العود هديةً من الرجل العجوز، وعلامةً على أملٍ لم ينطفئ يوماً.
طرق كريم الأبواب، وسأل المارة، بحثاً عن أيّ معلوماتٍ قد تقوده إلى عائلته. واجه العديد من الصعوبات، لكنّه لم يستسلم.
أخيراً، بعد رحلةٍ طويلةٍ وشاقة، تمكّن كريم من العثور على عائلته. لقد كانت لحظةً مُؤثّرةً مليئةً بالدموع والفرح. احتضن كريم والدته ووالده بقوة، وشعر بالسعادة تغمر قلبه للمرة الأولى منذ زمنٍ طويل.
عاد كريم إلى منزله مع عائلته، حاملاً معه ذكرياتٍ قاسية، وتجاربٍ صقلت شخصيته، وأملٍ لا ينضب بالمستقبل. عاش كريم حياةً جديدةً مليئةً بالحبّ والسعادة، وواصل العزف على العود، ناشراً نغمات الأمل في كلّ مكان.
مرحبًا بك في موقع ساعدني.
...