صنع سيدنا نوح الفلك بناءً على أمر الله تعالى له بذلك، وذلك لحماية المؤمنين والحيوانات وجميع الكائنات الحية من الطوفان العظيم الذي أرسله الله تعالى على قوم نوح بسبب كثرة شرهم وفسادهم.
وجاء الأمر الإلهي إلى سيدنا نوح في سورة هود، حيث قال الله تعالى:
وَقَالَ نُوحُ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ * فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَأَجَبْنَاهُ وَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ
فأمر الله تعالى نوحاً ببناء سفينة عظيمة، وجعلها على شكل مربع، وطول كل ضلع منها مائة ذراع، وعرضه خمسون ذراعًا، وارتفاعه ثلاثون ذراعًا. وأمر الله تعالى نوحًا أن يحمل في السفينة من كل نوع من أنواع الحيوانات زوجين، وأن يحمل فيها أهل بيته إلا من سبق عليهم القول ممن لم يؤمن بالله كابنه وامرأته، وأن يحمل فيها من آمن معه من قومه، ليهلك جميع من تبقى من المفسدين من قومه الذين كذبوا رسالته بطوفان عظيم.
وقام نوح عليه السلام ببناء السفينة على الرغم من سخرية قومه منه، وظل يبني السفينة لمدة 120 سنة، حتى جاء الأمر الإلهي ببدء الطوفان. فركب نوح عليه السلام في السفينة هو ومن معه من المؤمنين والحيوانات، وأرسل الله تعالى الطوفان على قوم نوح، فأغرقهم جميعًا، ونجى نوح عليه السلام ومن معه من المؤمنين.
وهكذا كانت قصة سيدنا نوح عليه السلام وبناء السفينة، وهي من القصص التي تُروى لنا في القرآن الكريم، لتُعظّمنا الله تعالى، وتُعلّمنا أن الله تعالى لا يُضيع عباده المؤمنين، وأن الله تعالى يُعذب المكذبين الظالمين.