في قوله تعالى (وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، تعني "العفو" التجاوز عن الذنب والصفح عن المذنب، والتغاضي عن أخطائه.
وذلك يشمل:
ترك المؤاخذة: عدم محاسبة المذنب على ذنبه.
عدم المطالبة بالقصاص: سواء كان قصاصاً مادياً أو معنوياً.
البعد عن الحقد والضغينة: تجاه المذنب وعدم السعي للانتقام منه.
التسامح: غفران الذنب وإزالة المشاعر السلبية تجاه المذنب.
ويُعدّ العفو من أجمل الأخلاق وأعظمها، فهو يدلّ على كرم النفس وسعة الصدر، كما أنّ له فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة، منها:
الشعور بالراحة النفسية: فالعفو يُخفّف من حدة المشاعر السلبية ويُساعد على الشعور بالسلام الداخلي.
تقوية العلاقات الاجتماعية: فالعفو يُساعد على ترميم العلاقات المكسورة وإعادة الثقة بين الناس.
الأجر من الله تعالى: فالله سبحانه وتعالى يحبّ العافين ويُثيبهم خير الجزاء.
ولذلك، حثّ الإسلام على العفو في كثير من المواضع، فقال تعالى: (وَالْعَفْوُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ هُمْ مُعْرِضُونَ لِلْحَرَبِ) (
https://surahquran.com/Explanation-aya-260-sora-2.html)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الخَلْقُ سَبْعُونَ خَلْقًا، فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِينَ خَلْقًا، فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا عَشْرَةُ خَلْقَاتٍ: الْحِلْمُ وَالسَّكِينَةُ وَالْحَيَاءُ وَالأنَاةُ وَالْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالْإِيفَاءُ بِالْعَهْدِ وَالرِّضَا بِالْقَدَرِ وَالتَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ." ([رواه الترمذي])
وبذلك، يتضح أنّ العفو هو سلوكٌ إيجابيٌّ يُساهم في تحقيق السعادة والسلام في المجتمع، ويُجسّدُ معاني الرحمة والتسامح التي جاء بها الإسلام.