قصيدة "نجوى" هي قصيدة وطنية للشاعر السوري خير الدين الزركلي، كتبها عام 1924 م، وهي من أشهر قصائده الوطنية. القصيدة تتحدث عن حال الأمة العربية في ذلك الوقت، حيث كانت تعاني من التفكك والضعف، وتعرضت للاحتلال والاستعمار.
تتكون القصيدة من أربعة مقاطع، كل مقطع يتكون من أربعة أبيات. في المقطع الأول، يتحدث الشاعر عن حال الأمة العربية، حيث يقول:
نجوى في جوف الليل ناجيتُها هل من نجوى تجيب نجويتي؟ أم أنْ غلبتْنا أحزانُنا حتى نطقتْ لنا أحاسيسنا؟
يعبر الشاعر في هذا المقطع عن قلقه على حال الأمة العربية، حيث ينادي عليها ويسألها: هل من أمل في خلاصها؟ أم أنّها قد وقعت في قبضة اليأس والاحباط؟
في المقطع الثاني، يتحدث الشاعر عن أسباب ضعف الأمة العربية، حيث يقول:
تفرقنا وتنازعنا فكان الويل والنكبة وتمزقنا وتفرقنا فكان الهزيمة والذل
يصف الشاعر في هذا المقطع حال الأمة العربية، حيث يقول إنّها فرقت نفسها وتنازعت فيما بينها، مما أدى إلى ضعفها وهزيمتها.
في المقطع الثالث، يدعو الشاعر الأمة العربية إلى الوحدة والتضامن، حيث يقول:
فلنتحد ولنتضامن ولنكون كالبنيان المرصوص فلنتحد ولنتضامن ولنكون كالسيف الصقيل
يدعو الشاعر الأمة العربية إلى الوحدة والتضامن، حتى تتمكن من مواجهة التحديات التي تواجهها.
في المقطع الرابع، يؤكد الشاعر على أنّ الأمة العربية قادرة على النهوض، إذا وحدت صفوفها، حيث يقول:
لا تيأسوا من أنفسكم فأنتم الأمة القوية لا تيأسوا من أنفسكم فأنتم الأمة الباقية
يؤكد الشاعر في هذا المقطع على أنّ الأمة العربية قادرة على النهوض، إذا تخلصت من الخلافات والانقسامات التي تعصف بها.
وفيما يلي شرح لقصيدة "نجوى" على مستوى الأسلوب:
تتميز القصيدة بأسلوبها السهل الممتنع، حيث يعتمد الشاعر على لغة عربية فصحى رشيقة، يتخللها بعض الصور الشعرية الجميلة.
تستخدم القصيدة بعض الصور الشعرية الجميلة، مثل:
- "نجوى في جوف الليل"
- "غلبتْنا أحزانُنا"
- "نطقتْ لنا أحاسيسنا"
- "تفرقنا وتنازعنا"
- "كان الويل والنكبة"
- "تمزقنا وتفرقنا"
- "كان الهزيمة والذل"
- "فلنتحد ولنتضامن"
- "كالبنيان المرصوص"
- "كالسيف الصقيل"
تتميز القصيدة بموسيقاها الداخلية الجميلة، حيث يعتمد الشاعر على استخدام بعض الكلمات ذات الوزن والقافية المتشابهة، مما يعطي القصيدة رونقاً خاصاً.
تتميز القصيدة بالوحدة العضوية، حيث تدور حول موضوع واحد، وهو حال الأمة العربية في ذلك الوقت، ودعوتها إلى الوحدة والتضامن.
وفيما يلي بعض الملاحظات على القصيدة:
- استخدام كلمة "نجوى" في عنوان القصيدة:
كلمة "نجوى" تعني الحديث الخفي، وقد استخدمها الشاعر في عنوان القصيدة للدلالة على أنّ القصيدة تعبر عن حديثه الخفي مع الأمة العربية.
- استخدام الأسلوب الانشائي في القصيدة:
تستخدم القصيدة الأسلوب الانشائي بشكل كبير، حيث يكثر فيها الأسئلة والنداءات والدعوات.
- استخدام العاطفة في القصيدة:
تتميز القصيدة بعاطفتها الجياشة، حيث يعبر الشاعر عن حزنه وأسفه على حال الأمة العربية.
وهكذا، فإنّ قصيدة "نجوى" هي قصيدة وطنية رائعة، تعبر عن حال الأمة العربية في ذلك الوقت، ودعوتها إلى الوحدة والتضامن.