تعددت أساليب نبي الله هود لقومه، وذلك لمحاولة الوصول إلى قلوبهم وإقناعهم بالتوحيد، وفيما يلي توضيح لأهم هذه الأساليب:
- الخطاب المباشر: كان هود عليه السلام يخاطب قومه مباشرة، ويذكرهم بنعم الله عليهم، ويحذرهم من عذاب الله إن لم يؤمنوا به. قال تعالى: (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
- الاستدلال العقلي: كان هود عليه السلام يخاطب قومه بالدليل العقلي، ويذكرهم بخلق السماوات والأرض، وبديع صنع الله فيها. قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ هُودًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ إِنَّكُمْ إِلَيْهِ مُنْشَرُونَ * وَلَا تَعْبُدُوا مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَا يَنْفَعُكُمْ وَلَا يَضُرُّكُمْ إِنَّهُ كَانَ عَلَيْكُمْ جَبَّارًا مُسْتَكْبِرًا).
- التهديد والوعيد: كان هود عليه السلام يهدّد قومه بعذاب الله إن لم يؤمنوا به، ويذكرهم بمصير الأمم السابقة التي كفرت بالله. قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ هُودًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنَّكُمْ إِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّمَا تَعْمَلُونَ بِظُلْمٍ).
- الترغيب والترهيب: كان هود عليه السلام يرغّب قومه في عبادة الله، ويذكّرهم بالثواب الذي ينتظرهم في الآخرة، ويحذّرهم من العذاب الذي ينتظرهم إن لم يؤمنوا به. قال تعالى: (وَقَالَ يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَفَعَجِبْتُمْ أَنْ أَمَرَكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبِرِّ وَإِتْقَاءِ وَجْهِهِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).
ومع ذلك، فقد رفض قوم هود عليه السلام دعوته، وكفروا بالله، واستمروا في عبادة الأصنام. فعاقبهم الله تعالى بريح عاتية شديدة، أهلكتهم جميعاً، ونجى الله هود عليه السلام والذين آمنوا معه.
وهكذا، فإن تعددية أساليب نبي الله هود لقومه تعكس حرصه على هدايتهم، وإقناعهم بالتوحيد، إلا أنهم أبوا إلا الكفر والطغيان.