صديقي العزيز،
أسعدني أن أراك اليوم، وأسعدني أكثر أن أسمع منك هذه الجملة: "رحم الله زمانا كان فيه الأب آمر الأسرة".
أفهم جيداً مشاعرك هذه، فلقد عشت أنا أيضاً في ذلك الزمن، ولقد رأيت بأم عيني كيف كان الأب هو رأس الأسرة، وصاحب الكلمة العليا، وكيف كانت الزوجة والأبناء يطيعون أوامره دون تردد.
لقد كان ذلك الزمن له حسناته وسيئاته، ففي حسناته كان هناك احترام كبير للآباء، وكان هناك استقرار أسري كبير، وكان هناك التزام ديني وأخلاقي أكثر من اليوم.
أما في سيئاته فكان هناك بعض القسوة في تعامل الآباء مع أبنائهم، وكان هناك بعض التسلط في بعض الأحيان.
ولكن برغم ذلك، أعتقد أن حسنات ذلك الزمن كانت أكثر من سيئاته، وأعتقد أننا نفتقد الكثير من القيم التي كانت سائدة في ذلك الزمن.
فاليوم، أصبح الأب مجرد واحد من أفراد الأسرة، وليس له الكلمة العليا، وأصبح الأبناء يتحكمون في شؤون الأسرة، وأصبح هناك الكثير من الخلافات والمشاكل الأسرية.
أعلم أنك لا تقصد أن يعود الزمن إلى الوراء، ولكنني أعتقد أنه من المهم أن نتعلم من الماضي، وأن نحافظ على القيم الجيدة التي كانت سائدة في ذلك الزمن.
فنحن بحاجة إلى إعادة بناء الأسرة، وإعادة إحياء القيم الأسرية الجيدة، حتى نستطيع أن نبني مجتمعاً متماسكًا وصالحاً.
أرجو أن تكون هذه الكلمات قد نالت إعجابك، وأرجو أن تكون قد أفهمتها.
مع خالص الود،
صديقك