يا حاكم المدينة اعتقهما لوجه الله؟
الجواب:
نعم، أعتقهما لوجه الله.
الشرح:
الإسلام دين الرحمة والتسامح، ويحث على العفو والإحسان إلى الآخرين، حتى وإن كانوا أعداءً. وقد أمر الله تعالى عباده بإطلاق سراح الأسرى، فقال تعالى:
وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ
(سورة الأنفال، الآية 61)
وقوله تعالى:
وَإِنْ تَعْفُو وَتَصْفَحْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ
(سورة الشورى، الآية 40)
وجاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"من عفا عن مظلمة يسر الله له في دنياه وآخرته"
(رواه أحمد)
فإن كان السجينان قد تابا توبة نصوحاً، وتعهدا بعدم العودة إلى الجريمة، فإني أرى أن يتم إطلاق سراحهما، وذلك لوجه الله تعالى، ورغبةً في المساهمة في نشر الرحمة والتسامح.
كما أن إطلاق سراحهما سيعود بالنفع على المجتمع، حيث سيتمكنان من العودة إلى الحياة الطبيعية، وممارسة أعمالهما، ويكونان قدوة حسنة لغيرهما.
وإن كان السجينان لم يثبت توبتها توبة نصوحاً، أو كان هناك خطر على المجتمع من بقائهما في السجن، ففي هذه الحالة لابد من دراسة حالتهما بعناية، واتخاذ القرار المناسب.