نوع الراوي في قصة "بوابة مندلباوم":
الراوي في قصة "بوابة مندلباوم" هو راوي عُليم.
يتمتع الراوي بمعرفة شاملة للأحداث والأفكار والمشاعر التي تدور في خلد جميع الشخصيات، سواء كانوا حاضرين في المشهد أو غائبين عنه.
يتضح ذلك من خلال:
سرد الراوي لأفكار ومشاعر الشخصيات الداخلية: يصف الراوي ما يفكر فيه كل شخصية وما تشعر به، حتى لو لم تُعبر تلك الشخصية عن ذلك صراحةً. على سبيل المثال، يصف الراوي شعور "سليمان" بالحزن والألم عندما يفكر في ابنه "بشير" الذي مات في حرب 1967.
معرفة الراوي للأحداث الماضية والمستقبلية: لا يقتصر سرده على الحاضر فقط، بل يتطرق إلى أحداث الماضي التي ساهمت في تشكيل حاضر الشخصيات، كما يتنبأ أحيانًا بما قد يحدث في المستقبل. على سبيل المثال، يشير الراوي إلى الأحداث التي أدت إلى نكبة عام 1948، ويتنبأ بمصير بعض الشخصيات في نهاية القصة.
غياب وجهة نظر محددة للراوي: لا يتبنى الراوي وجهة نظر محددة أو ينحاز لأي شخصية من الشخصيات، بل يقدم جميع وجهات النظر بشكل موضوعي.
مميزات الراوي العليم:
يُكسب القصة عمقًا واتساعًا: بفضل معرفة الراوي الشاملة، يمكنه تقديم صورة شاملة للأحداث والشخصيات، وكشف التعقيدات الداخلية لكل شخصية.
يُساعد على فهم دوافع الشخصيات: من خلال معرفة أفكار ومشاعر الشخصيات الداخلية، يمكن للقارئ فهم سلوكياتهم ودوافعهم بشكل أفضل.
يُضفي على القصة طابعًا دراميًا: معرفة الراوي للمستقبل تُضفي على القصة طابعًا من الترقب والتشويق، حيث يتساءل القارئ عما سيحدث للشخصيات.
عيوب الراوي العليم:
قد يُفقد القصة عنصر المفاجأة: بمعرفة القارئ مسبقًا بما سيحدث، قد يفقد عنصر المفاجأة والتشويق.
قد يُبعد القارئ عن القصة: بسبب عدم وجود وجهة نظر محددة للراوي، قد يشعر القارئ ببعض الانفصال عن القصة والشخصيات.
في الختام:
يُعد الراوي العليم أداة فعّالة في سرد القصص، حيث يُمكنه تقديم صورة شاملة للأحداث والشخصيات وكشف التعقيدات الداخلية لكل شخصية.
ومع ذلك، من المهم استخدام هذه الأداة بحذر لتجنب فقدان عنصر المفاجأة وإبعاد القارئ عن القصة.