قال قتادة رحمه الله: "ما جالس أحد كتاب الله إلا قام عنه إما بزيادة أو نقصان".
ومعنى ذلك أن القرآن الكريم هو مصدر للعلم والمعرفة والهداية، ومن جلس معه وقرأه وتدبره فإنه لا بد أن يخرج منه بشيء جديد، إما زيادة في علمه أو إيمانه أو تقواه، أو نقصان في جهله أو انحرافه أو ظلمه.
الزيادة:
- زيادة في العلم: فالقرآن الكريم هو منبع العلم والمعرفة، فهو يتناول جميع جوانب الحياة، ويخاطب جميع الفئات العمرية والعقلية، ويقدم للإنسان كل ما يحتاجه من معرفة لفهم الحياة وكيفية التعامل معها.
- زيادة في الإيمان: فالقرآن الكريم هو كتاب الله تعالى، وهو يخاطب القلب ويخاطب العقل، ويبعث في النفس الإيمان والاستقرار والطمأنينة.
- زيادة في التقوى: فالقرآن الكريم يدعو إلى التقوى وعبادة الله تعالى، ويبين للإنسان طريق النجاة من النار والفوز بالجنة.
النقصان:
- نقصان في الجهل: فالقرآن الكريم يزيّف الباطل ويكشف زيف أهله، ويبين الحق ويوضحه للناس، ومن جلس معه وقرأه فإنه لا بد أن يخرج منه بفهم جديد للحياة والدين.
- نقصان في الانحراف: فالقرآن الكريم يدعو إلى الأخلاق الفاضلة والسلوك القويم، ومن جلس معه وقرأه فإنه لا بد أن يخرج منه بأخلاق أفضل وسلوك أكثر التزامًا.
- نقصان في الظلم: فالقرآن الكريم يدعو إلى العدل والإحسان، ويحرم الظلم والعدوان، ومن جلس معه وقرأه فإنه لا بد أن يخرج منه بقلب أكثر رحمة ورأفة.
وهذا المعنى يتفق مع قول الله تعالى:
ونُنزِل مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا
(سورة الإسراء: 82)
فالقرآن الكريم شفاء ورحمة للمؤمنين، ولا يزيد الظالمين إلا خسارة.
ولذلك فإن جلسة مع القرآن الكريم هي جلسة مباركة، تعود على الإنسان بالخير والفائدة، وتجعله يخرج منها بقلب أكثر إيمانًا وتقوى، وعقل أكثر بصيرة ووعيًا، وسلوك أكثر التزامًا بالأخلاق الفاضلة.