الإنسان من يوم مولده يسعى إلى ربه الذي خلقه حيث لا مفر من لقائه، وهذا السعي يظهر في سلوك الإنسان وتصرفاته منذ ولادته، ففي طفولته يسعى إلى معرفة العالم من حوله، ويسأل عن خالقه ورازقه، وفي شبابه يسعى إلى تحقيق ذاته والنجاح في حياته، وفي كبره يسعى إلى الراحة والطمأنينة، وفي شيخوخته يسعى إلى الاستعداد للآخرة.
ويظهر السعي إلى الله في سلوك الإنسان من خلال:
- الإيمان بالله تعالى: فالإيمان بالله تعالى هو أساس السعي إليه، فبدون الإيمان لا يمكن للإنسان أن يسعى إلى الله، ولا أن يحقق السعادة في الدنيا والآخرة.
- الطاعة لله تعالى: فالطاعة لله تعالى هي الطريق إلى الله، فكلما كثرت طاعة الإنسان لله تعالى، كلما اقترب من الله تعالى.
- التقرب إلى الله تعالى: فالتقرب إلى الله تعالى يكون بالأعمال الصالحة، والعبادات والطاعات، والدعاء والذكر.
وهناك العديد من الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية على أن الإنسان من يوم مولده يسعى إلى ربه الذي خلقه، حيث لا مفر من لقائه، ومنها:
-
قوله تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177].
-
قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].
-
قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36].
-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ نَفْسٍ مُبْتَلَى، وَفِتْنَةُ ابْنِ آدَمَ فِي جِسْمِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ، وَالْمُؤْمِنُ يُفْتَنُ فِي دِينِهِ، فَإِنْ صَبَرَ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ الْجَنَّةَ، وَإِنْ جَزَعَ فَأَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ» [رواه الترمذي].
وبناءً على ما سبق، يمكن القول أن السعي إلى الله هو غاية الإنسان في هذه الحياة، وهو ما يدفعه إلى السعي إلى تحقيق الذات والنجاح في الدنيا، والاستعداد للآخرة.