الإخلاص في العبادة من أنواع الصدق مع الخالق.
والصدق هو مطابقة القول للفعل، أو مطابقة الظاهر للباطن. والإخلاص في العبادة هو أن يعبد العبد الله تعالى خالصًا له، لا يعبده لغيره، ولا يقصد بأفعاله إلا رضاه.
ومعنى ذلك أن يكون العبد مخلصًا في جميع أفعاله العبادية، سواء كانت قولية، أو فعلية، أو قلبية. فلا يعبد الله تعالى من أجل أن ينال المال، أو الشهرة، أو الرئاسة، أو غير ذلك من الأغراض الدنيوية.
فإذا كان العبد مخلصًا في عبادته، فهذا يعني أنه صادق في إيمانه، صادق في اعتقاده، صادق في حبه لله تعالى، صادق في خوفه من الله تعالى، صادق في رجائه من الله تعالى.
وهذا النوع من الصدق هو أعظم أنواع الصدق، لأن الخالق هو أعظم من كل مخلوق، وأحق الناس بالصدق.
وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة العديد من الآيات والأحاديث التي تحث على الإخلاص في العبادة. ومن ذلك قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: 5].
وقوله صلى الله عليه وسلم: "من أراد أن يزداد إيمانًا فعليه بالإخلاص".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى".
فإذا أخلص العبد في عبادته، فهذا يعني أنه قد أطاع الله تعالى حق طاعته، وحقق الغاية من خلقه، وهي عبادة الله تعالى وحده.