قالت شجر الدر هذه العبارة في سياق حديثها عن حياتها قبل أن تصبح زوجة السلطان الصالح أيوب. كانت شجر الدر جارية من أصل تركي، وقد أُسرها التتار في إحدى حملاتهم على بلاد الشام. بعد ذلك، تم بيعها في سوق النخاسة في دمشق، حيث اشتراها الصالح أيوب لتكون جارية له.
تعبر هذه العبارة عن حزن شجر الدر على مأساة شعبها، الذي تمزقه الحروب والغزوات. فقد كانت شجر الدر تحلم بأن تكون حرة وكريمة، وأن تعيش في وطنها مع عائلتها وأصدقائها. لكن شاء القدر أن تصبح جارية، وأن تعيش في بلاد بعيدة عن وطنها.
تشير هذه العبارة أيضًا إلى قوة إرادة شجر الدر وعزيمتها. فقد تمكنت شجر الدر، رغم كل الظروف الصعبة التي مرت بها، من أن تصبح سيدة قوية وذات نفوذ. فقد تمكنت من إدارة شئون مصر بعد وفاة زوجها الصالح أيوب، ونجحت في صد هجوم الصليبيين على البلاد.
وفيما يلي توضيح لمعنى هذه العبارة:
- حكمت يا رب: أي أن شجر الدر تسلمت قرارها من الله، وتقبلته بكل رضا.
- أن أكون جاريه تباع و تشتري: أي أن شجر الدر كانت في البداية جارية تُباع وتُشترى، وهو وضع صعب ومؤلم.
- بعد ان مزق التتار شمل قومي: أي أن شجر الدر أصبحت جارية بعد أن تمزق التتار شمل شعبها، وأصبحوا يعيشون في حالة من التشتت والضياع.
وهكذا، فإن عبارة شجر الدر "حكمت يا رب أن أكون جاريه تباع و تشتري بعد ان مزق التتار شمل قومي" هي عبارة تعبيرية عن حزن شجر الدر على مأساة شعبها، وقوة إرادة شجر الدر وعزيمتها.