الجواب على السؤال "فهل تخفى السماء على بصير وهل بالشمس طالعة خفاء؟" هو لا. فالسماء ظاهرة واضحة للعيان، ولا يمكن لأحد أن ينكر وجودها. فهي تمتد فوق رؤوسنا، ويمكننا رؤيتها في أي وقت من اليوم. كما أن الشمس ظاهرة واضحة للعيان، ويمكننا رؤيتها في الصباح والمساء. فهي تشرق من الشرق وتغرب في الغرب، ودورانها حول الأرض هو الذي يسبب الفصول الأربعة.
وهذا السؤال هو عبارة عن استفهام بلاغي، بمعنى أنه لا يتطلب إجابة مباشرة. ولكنه يهدف إلى التأكيد على وجود السماء والشمس، وهما من الظواهر الطبيعية التي لا يمكن إنكارها.
وقد ورد هذا السؤال في شعر أمية بن أبي الصلت، وهو أحد الشعراء الجاهليين الذين عاصروا النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد أنشده هذا البيت عندما دخل على عبد الله بن جدعان، وهو أحد الأغنياء في مكة، وكان ابن جدعان يتظاهر بالإيمان بالله، ولكنه كان في الحقيقة كافرًا. فأنشد أمية هذا البيت ليثبت له وجود الله والبعث والنشور.
وهذا البيت هو مثال على بلاغة الشعر العربي القديم، حيث أنه يعتمد على الإيجاز والوضوح، ويستخدم الصور البلاغية مثل التشبيه والاستفهام.